باختصار
مجرد واحدة
نورة المسلّم

حادثة انهيار فندق في مكة المكرمة هي مجرد واحدة من الحالات التي تنام تحت مبررات الاحتيال على الروتين الذي لا مكان له في هذا العصر، التصاريح القانونية التي تمنح غير مستوفية لشروط السلامة، الكشف الدائم أو معاينة مثل هذه المنشآت تبدو غائبة، هناك ما هو أسوأ، وهو العملية الإعجازية لمجرد الحصول على التصاريح للبناء أو سواه، والتي تمر عبر أنفاق بيروقراطية قاتلة للوقت وللموضوعية.
من هنا تكشف هذه الحالات عن نفسها، والتي تنم عن خلل ليس في البناء ولا انهيار المنشآت ولا حقوق الناس ولا حياتهم، بل لأمور أخرى تحدث في الحياة تحت القانون أو خلفه.
وبالتالي تسهل مثل هذه الأمور وتمررها خلف القانون، وربما كان المبرر هو الهروب من عرقوبية البيروقراطية!
قلنا مراراً أن لا عائق لأي عملية تطوير أو إصلاح أكبر من البيروقراطية الجاثمة على الصدور. البيروقراطية يا سادة هي من يغذي الأخطاء ويجعلها تنمو في منابع موازية تناقض أي بوادر للتطوير وتسهيل أمور حياة البلاد والعباد!
أذكّر فقط بمسائل الرشوة التي نسمع عنها بين فينة وأخرى، رغم أن أكثرها وأكبرها تتم في صمت دون أن يعلم بها أحد، وهي أن الرشاوي التي تقدم بطرق ونماذج مختلفة تأتي في ظل القيود الثقيلة على حساب عملية انسياب الإجراءات الطويلة لأمور صغيرة يفترض أن لا تستغرق ساعات في عمر الأجهزة المعنية!
مأساة انهيار هذا الفندق بما حصده من أرواح بشر، هي أليمة بحق.
ويسعدني أن تشرف على التحقيق فيها أعلى الأجهزة في البلاد، لكي تتخذ إجراءات صارمة، والبحث في الأسباب النائمة وإيقاظها وطردها من الإطار الذي تتستر خلفه باسم القانون.
كما أن مجرد تسهيل أمور حياة الناس وسرعة إنجازها، هي عمليات ملحة لا يجب أن تذبح الأوقات من أجلها، يجب أن تكون عملية آلية يتساوى المواطنون عندها بحقوقهم سواسية كما توجه به قيادتنا الرشيدة وتحرص عليه، دون حاجة لما نقول عنه (دهن السير) على ذمة البيروقراطية!