Saturday 21st January,200612168العددالسبت 21 ,ذو الحجة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
جامعاتنا إلى أين؟
نورة المسلّم

الخطوة الجريئة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين لإعادة ابتعاث الطلبة إلى الخارج، جاءت من عمق الحاجة، فالتخصصات المحدودة وغياب ميادين التدريب وأدوات البحث العلمي لدينا، كلها أصول غائبة مهما أعدنا مسألة التباهي بعدد الجامعات وأعداد الخريجين، وملايين الطلبة الذين يتقدمون للجامعات السعودية كل عام، لمجرد الانضمام إلى السلك الجامعي بدلاً من الجلوس على مقاعد البطالة!
ولو قلنا إن التخطيط الحالي للتنمية الحقيقية في بلادنا بدأ واضحاً لما كان هناك مبالغة، وذلك لأسباب أولها تغير الظروف العامة في خريطة الاحتياجات، فالتغيرات الاقتصادية العالمية التي توجت بانضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية هي من ستحدث ثورة في سوق العمل والتوظيف والطلب للعقول الماهرة والأيادي المتدربة، وهذه جميعها لا يمكن لها أن تأتي دون تخصصات علمية مختلفة، إضافة إلى اللغة الإنجليزية التي أصبح الإلمام بها مطلباً أساسياً للانخراط في أي عمل، بينما بقينا لفترة من الزمن نختلف حول السن أو المرحلة التي يفترض أن نبدأ تعليمها في مدارسنا.
الأجيال التي حظيت بالابتعاث سابقاً، وهي فترة السبعينيات والثمانينيات الميلادية إذا لم أكن مخطئة، عادت إلى البلاد وتوزعت على حقول علمية وفنية كثيرة، كاساتذة الجامعات وخبراء الشركات والأطباء المهرة وجنت المصلحة العامة الفائدة من ذلك، لكن فترتهم بحاجة إلى تجديد حين ظهرت بعدهم دفعات أخرى تخرجت من هنا، ورغم جدارة البعض لكنها للأسف ليست بمستوى من كانوا سبقوهم وحظيوا بالتعليم الجيد، وبالتالي لم يكن هذا الانتقاص من أشخاص أو مقدرات فردية، بقدر ما كان التأثير السالب عاماً، وهو ما تأثرت به الخدمات المتلقية الأخرى!
الآن ليس لنا إلا أن نعيد هيكلة التعليم، وخصوصاً الجامعات المحلية، لنبحث عن الأخطاء وإحصاء هذه الملايين المتخرجة بقدر علومها وإمكاناتها، إن كان تتوازى فعلاً مع ما يصرف عليها، ولماذا حين يتقدمون للعمل لا تقبلهم سوى الجهات التي فرضوا عليها فرضاً بدافع الانصياغ لشروط وزارة العمل، وكأنهم عبء عليها، في الوقت الذي لا نخفي فيه فرحنا بما حسم أمره خادم الحرمين الشريفين من قرار إعادة فتح باب الابتعاث من جديد لأننا بحاجة ماسة له، وما من شك في ذلك، لكن السؤال يعود من جديد: جامعاتنا إلى أين؟

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved