Sunday 22nd January,200612169العددالأحد 22 ,ذو الحجة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
شارونات
نورة المسلّم

مات شارون، أمْ هو على وشك الموت، تعطلَ سياسياً أمْ لا يزال هناك احتمال أن يدير دفة الزرع الاستيطاني مِن سريره؟
بعضٌ مِن تساؤلات اتسمت بها ردود أفعال كثير من العرب حيال الأزمة الصحية التي تعرض لها شارون قبل فترة، والحقيقة أينما كانت هي أنَّ السياسة (الإسرائيلية) لا تتمثل في شخص ولا يديرها عقل واحد، بل منهجية قديمة ينفذها رؤساء الحكومات لكنهم يتركون بصماتهم الشخصية عليها، كما كانت بصمة شارون راسخة في الاستفزاز السياسي ونهمه في إراقة كثير من الدماء التي تشهد بها المجازر التاريخية.
الحقيقة الأخرى ليست هنا، بل في نماذج الصور التي نهل العرب من ثقافتهم التعلق بها. رموز دأبوا على حبها أو كرهها متمثلة في نموذج واحد، وحين صرخ (شعبان عبدالرحيم) وحطَّم أرقاماً فلكيةً في الشهرة وهو الفنان الشعبي البسيط الذي لا يعرف الخارطة السياسية جيداً قائلاً: (أنا باكره إسرائيل) أرفقها مباشرة بحبه لعمرو موسى، وزاد من تأثير تلك الشهقة أن هناك نغمة مؤثرة في تاريخنا وهي المحبة أو الكره، وبينهما تتعثر الوسائط والحلول والموضوعيات الأخرى لقراءة الواقع كما هو.
نعود إلى ما حظي به مرض شارون لدى العرب من ترقب ومتابعة، ففي حال رحل شارون مثلاً، ما الذي سيتغير؟ ومن واقع تاريخ السياسية (الإسرائيلية) كما عرفناها، هل سيظهر شارونات آخرون تأثروا به؟ أم سنقتنع أخيراً بأنها منهجية واضحة ينفذها المتعاقبون، سواء كانت بشارون أو سواه، وبهذا نقتنع بأن الأشخاص يذهبون ويأتون بينما يبقى التركيز على نهج السياسة كما هو ؟
لا أظن هناك شعوباً في العالم تهدر من أوقاتها الكثير لمحبة رمز أو كرهه أكثر من الشعوب العربية، فهذه المسألة بقيت لدى الكثير منهم ضبابية، حتى في رموز الولاء لأوطانهم، فهي تبدو مشاعر غريبة حين يتعلقون بالرموز والصور، بينما تغيب التفاصيل التي تعلمهم ماذا يعني أن تحب وطنك، وما الذي يمكن أن تمنحه إياه وبالتالي تعلمه لأبنائك فيما بعد؟
إنها حكاية نسجت من إرث طويل حين تحضر في رمز وتغيب في آخر.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved