الخدمات في الأيام المعلومات
عبدالكريم بن صالح الطويان

مضت تلك الأيام المعلومات فكأنها والله الحلم، لقد كانت قليلة معدودات لكنها عند الله كثيرة القدر وافرة القيمة!
لقد مر علينا يوم التروية، ويوم الوقفة ويوم النحر، ويوم القر، ويوم النفر الأول، ويوم النفر الثاني.
وخلال أيام معدودة التم شمل الأمة الإسلامية من كل فجاج الدنيا، تركوا خلفهم ديارهم وأموالهم وأولادهم ولبسوا قطعتين من القطن الأبيض إزاراً ورداء، في وحدة مثالية وأخوة إيمانية وإقبال على الله وإدبار عن الدنيا لا تعرفها الأرض إلا خلال تلك الأيام المعدودات في تلك البقاع الطاهرات!
لقد كان المرور خلال حج هذا العام منساباً سلساً في أحسن حالاته بحمد الله، وكان صعودنا إلى عرفات خلال أقل من ساعة، ودخولنا مزدلفة في حدود الساعتين، وكانت النظافة في المشاعر ممتازة بحمد الله!
لقد عبر كثير من الحجاج عن أهمية تسمية أحياء وشوارع (منى) بأسماء عربية واضحة لكل (بلك) من الخيام ولكل شارع مع توزيع خرائط، وإقامة أيام تدريبية لرجال الأمن الذين يقفون في الشوارع على معرفة شوارع وأحياء (منى) فقد كثر ضياع الحجاج ولاحظ الكثيرون أن كثيراً من رجال الأمن لا يملكون التصور الكامل لأحياء وشوارع (منى) لدلالة الحجاج التائهين!
واقترح بعض الحجاج إقامة مشروع (تلفريك) في فضاء منى وتوزيع محطاته بمواقع مهمة لخدمة كبار السن، والمرضى، وخدمة الشخصيات المهمة من الحجاج لتسهيل تنقلهم أثناء أداء المناسك المهمة أيام (منى).. وهي فكرة ممتازة للاستغناء عن سيارات الإسعاف والطوارئ واستبدالها (بالتلفريك) لنقل المرض إلى المستشفيات بسرعة وسلاسة!
ولا شك أن التدافع حول جسر الجمرات الذي حدث يوم النفر الأول يوم الثاني عشر من ذي الحجة كان بسبب تجمع الحجيج وانتظارهم لبدء الزوال، وكأنهم لم يسمعوا بالترخيص بالرمي قبل الزوال، ولو أن كل من أقبل على الجمرات وصعد جسرها أخذ طريقه للرمي دون توقف لتنفس المكان للحشود خلفه، ولكنه وقف ينظر في ساعته حتى ماج الجسر بالألوف فحدث الذي حدث من تدافع! عليهم رحمة الله، ولا شك أن حمل الحقائب، والاستعجال بالرمي في وقت الذروة هما من الأسباب، وليت الحاج ترك حقائبه في موقعه من منى ثم رمى، ثم عاد مرة أخرى إلى مخيمه، أو قسم جماعته قبل الوصول إلى المرمى، فرمى قسم منهم وقسم جلس عند الأمتعة، ثم عاد من رمى لتبادل الأدوار، إنها أيام قصيرة، وحجاج يحجون لأول مرة، فتقع هذه الأخطاء، ولابد من تداركها بمزيد من التوعية والتحذير وفعل الأسباب!
اللهم اقبل من الحجيج حجهم واغسل ذنوبهم واجعلهم بعد البياض في نور وطهر، واجز اللهم قيادتنا خير الجزاء وموفور الأجر على الجهود التي بذلتها والخدمات التي قدمتها تسهيلاً لضيوفك الكرام في أيامك المعدودات وعلى تراب أرضك الطاهرة.