Monday 30th January,200612177العددالأثنين 30 ,ذو الحجة 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
أعطوهم البدائل
نورة المسلّم

الهجرة الجماعية للمواطنين من بعض المناطق كالمنطقة الجنوبية وغيرها، إلى المناطق الكبرى كالرياض وجدة، وهي مناطق مكتظة في الأساس، هي حاجة أكثر منها شيء آخر، فالمواطن الذي يترك قريته ومجتمعه وبيئته، إنما هو يعاني في الأساس نقصاً في بعض الاحتياجات والخدمات ويذهب باحثاً عنها رغم المشقة.
حاجة المناطق الأخرى، رغم النماء الذي يصلها عبر الأجهزة المختصة وكجزء من خطة النمو الاجتماعي والسكاني الذي يجب أن ترافقه مزايا أخرى، ما زال ناقصاً، وهنا تختلف حاجات ومقاصد المواطنين الذين ربما ترك بعضهم كثيراً من المزايا على حساب ضرورات ملحة في حياتهم مثل ارتفاع الدخل وحركة السوق والكسب والتعليم الجيد أو الفرص المتعددة منه والتي لا تتوافر مثلاً في قرية نائية، والعلاج وغيرها، الموازنة هنا تقتضي توفير ما ينقص من هذه الخدمات العامة في كل المناطق، وبالتالي تخفيف الضغط السكاني على المناطق الكبرى، وهذا لن يتم ما لم يكن هناك متابعة ودراسات ضرورية تقتضي البحث عن النواقص أو عمل موازنة بين مؤشرات العيش ومستويات النمو ما بين المناطق في المملكة.
عادة ما تسبغ الجغرافيا على الأقاليم طريقة ما، وبالتالي تجد الناس يتقسمون على حسب مناطقهم بخصوصيتهم النابعة أصلاً من بيئات تتوافق فيما بينها، وهو الأمر الذي يتوازى مع طبيعة التركيبة الإنسانية وفي أي مكان في العالم، لكن ما يحدث وبالطريقة الحالية، هي أن المواطن الذي يأتي من قرية بسيطة ولا يرتبط مع العالم إلا من خلال الأطباق الفضائية وعادات اجتماعية يكتسبها من المسلسلات على سبيل المثال، وهو من يذهب على ذمة الرزق أو البحث عنه، ليستقر في مدينة كبيرة كجدة أو الرياض، لا يمكن له أن يتعايش بتلك السلاسة وقد يعيش في عزلة اجتماعية لا يمكن لها أن تخلق له تكيفاً اجتماعياً بناءً، وقد يأخذ به وقت كي يتطبع بما يراه مناسباً، ولا أقول إنه ذلك الفارق الشاسع في عادات وتقاليد أبناء المجتمع المحلي، لكنها تبقى فوارق تحيط بها علامات تعجب كبيرة، وهو كيف يسقط إنسان بسيط ومحدود في مجتمع كبير، وبالتالي لا تبدو المشقة وحدها في التكيف العملي والمهني لمواجهة لقمة العيش والعمل، بل كيف يتكوّن مع هذا المحيط الجديد، ويصبح كائناً فاعلاً، لا فرداً منعزلاً يبحث في الطرق عن فردية أخرى لمن يتقاسم معه نفس العادات والتقاليد ولا يشهق حين يسأله من أين أنت فيداري وجهه صامتاً!!
المناطق الأخرى التي يعاني أهلها من نقص في الخدمات العامة الكبرى والمتطورة، بحاجة فعليه إلى شيء من التناسق والتناغم مع آلية الضخ الهائلة التي تصرفها الدولة فعلياً على مسالة التنمية العامة، وهذا الشيء لن يتم إلا بالدراسات المتواصلة لإقرار العجز أو النقص في بعض الخدمات وتقديم أي مستوى من التناسب بينها وبين المناطق الأخرى التي نتساءل لماذا تبدو مكتظة ومزدحمة بمواطنين من مناطق معينة، إنها موازنة مطلوبة وملحة أدنى أبجدياتها تسمى بدائل، يمكن لها أن تنمو وتصبح اكتفاءً وتكاملاً في كل منطقة حسب المخطط التنموي المطلوب!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved