Wednesday 1st February,200612179العددالاربعاء 2 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
المرأة حين تصبح (نكتة)
نورة المسلّم

في المجتمعات المكتظة بالناس والهموم والزلازل الاجتماعية يكثر الضجيج، ويتفرغ الكثير في سياق غوغائي للإدلاء بدلوهم في أي شاردة وواردة ضمن سلسلة الحملات الاجتماعية التي يعتبر الفرد عدم المشاركة فيها انتقاصا لحقه، وبالتالي لا بد أن يتهيأ الطرف الآخر للاستماع والأخذ ببعضه وترك البعض الآخر.
مجتمعنا السعودي واحد من هذه المجتمعات الحافلة بكل ألوان الاختلاف، وقد أسميها التناقضات العجيبة، وكي ترضي الجميع فتلك هي مسألة بالغة التعقيد، ومن هنا كان الاعتياد على فرض المسائل الحتمية وتقبلها عن طريق القانون الفرضي، حتى يتقبل الناس أي قرار.
أظن أن الناس هنا لم تعتد بعد على إلقاء الفكرة أمامهم ليدرسوها ويتفكروا في إيجابياتها بدلاً من سلبياتها فقط، وإن استدعاء الأسوأ كتوقع أو احتمال يوحي في البداية، وكأننا مجتمع لا يخطئ ولا تحل به أي من خروق الهفوات ولا الأنظمة ولا تبعات بعض التقاليد البالية.
لا أريد أن أعود إلى موضوع لم يعد يحتمل أكثر من مجرد إلقاء فكرته، وهو موضوع قيادة المرأة للسيارة، لا هدفا ولا غاية ولا إكمالا لمظهر، بل حل لمشكلة، وهي مسألة إن أقرت فهي تخضع للحرية الشخصية من عدمها!
على طرف هذه القضية، وهي ليست قضية إلا من واقع الغلو الشديد والمبالغ فيه من قبل أكثرنا عند طرح أي مسألة تختص بالمرأة، حين قرأت مقالة للأستاذ عبدالرحمن السماري في زاوية مستعجل بتاريخ 29-1- 2006م بعنوان (عندما تقود المرأة السيارة) حيث كان يتحدث بمنتهى السخرية من المرأة ذاتها، لا تفرق إن كانت المقالة حديثا في مجلس عام يتسلى به الرجال من واقع تلك النظرة المحدودة للمرأة سليلة المطبخ والروائح وإدارة المنزل، حين وضع الكاتب تصوراته الخرافية للمرأة في حال سمح لها بقيادة السيارة وكأنها جزء تافه من المجتمع غير واع لتصرفاته، تبدو كمراهقة تبالغ في تبديل أدوات مظهرها، بينما يبدو الزوج كالأبله، ما لفت نظري ان الكاتب أصر على وضع المرأة في صورة الكائن المستهتر الناقص، الذي لا يدير مهماته بوعي، كما لو أن تبديل أدوات الحياة ووسائلها من قبل المرأة في البيوت السعودية عادة مستديمة ستتبعها بلاشك مسائل تبديل السيارات كل شهر وهي تزيد أعباء الأسرة السعودية بكارثة أخرى، حقيقة لا تعلم أي نكتة تحتلها المرأة في مجتمعنا من قبل بعض الرجال، ولا تستطيع بمثل هذه الطروحات أن تحل أي مسألة تدخل بها مباشرة أي حقوق أو واجبات للمرأة السعودية التي ابتليت بتصنيفها، في وقت تبدو قضيتها كواقع أو جزء مهم من واقعنا الحي واحدة من أهم المبادرات التي تكفل بإدارتها وترسيمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كخطوة أولى ومهمة لإدارة دفة الإصلاحات في المملكة، لم ينقص تلك المقالة أي من عناصر النكتة أو السخرية إلا أن يختم الكاتب مقالته تلك، بعبارة (أعزكم الله) خصوصاً أنه كان يتحدث عن شيء اسمه المرأة... لكنه للأسف لم يفعل!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved