Monday 6th February,200612184العددالأثنين 7 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
جريمة بلا عزاء!
نورة المسلّم

الكثير منا يتساءل في كل مرة لماذا عندما يخطف الرعايا الغربيون أو يقتلون تقوم الدنيا ولا تقعد على عدد أو أفراد من قبل حكوماتهم، وتصيبنا الدهشة أكثر عندما تقع بعض هذه الحوادث في بلدان عربية، حيث تشارك حكوماتها ومن أعلى مستوى في البحث والتدقيق والمساهمة في إنقاذ الأرواح لهذهالجنسيات, ومن عجائب المفارقات أن هذه البلدان العربية تتعرض بين فينة وأخرى لكوارث بشرية هائلة يكون ضحاياها بالمئات وتكون أسبابها إهمال وأخطاء بشرية، معظمها يقول إن قيمة الإنسان في مجتمعاتنا, في هبوط بينما ترتفع مؤشرات الحياة الأخرى تبعاً للبورصات المختلفة، وقد لا نشاهد أن هناك أي تحرك للسلطات المسؤولة يضاهي جهدها في البحث عن أرواح تكفلها حكومات تعتني بالإنسان، وتعتبر أنها مسؤولة مسؤولية مباشرة تجاه حياته وسلامته.
هذه المقارنة المتناقضة لا تحتاج إلى أن تحك رأسك وتقول كيف ولماذا, فكارثة العبارة المصرية التي كان ضحيتها مئات البشر, كانت كما تقول الأخبار غير صالحة للاستخدام ولا تملك تصريحاً للدخول في الموانئ العالمية؛ لأنها شبه معطلة، وعلى ذمة المال الفاسد الذي ينهش كثيراً من الإدارات في العالمالمتخلف الذي يبدو كالسرطان، فإننا لا نشعر به كشعوب إلا حينما تحل الكوارث، بينما, بقيت هذه العبارة المصرية كمثال, تمرح في الموانئ العربية وتنقل المساكين الذي يدفعون في غفلة وهم لا يعلمون أنه لا ضامن لسلامتهم إلا الله, بعدما قيل إن تلك السفينة كانت تملك تصريحاً للعمل حتى عام 2010, وهي الحكاية القديمة التي تبدأ من مثل هذه النقاط في استخراج التصاريح غير القانونية التي لا تمر عليها الرقابة الإجرائية للسلامة, بينما تحصد المال بالمال وتكون النتائج أليمة, وربما كان المتضرر الوحيد هم الضحايا، فحتى المساءلة تبدو غيبية وغامضة, فقبل أيام سمعنا بانهيار فندق في مكة المكرمة, كان السؤال الأهم حوله كيف تعطى التصاريح لمثل هذه المنشآت وكيف تغفل عنها الأجهزة التي يفترض أن تحكم رقابتها، وتأتي الحوادث في كل يوم بكارثة جديدة تقول إن الإنسان في مجتمعاتنا لا قيمة له ولا حق له حتى في التقاضي، وعندما نفزع للتفاصيل، وكيف آلت بها النتائج، نشهق كيف تم هذا؟!! فالحقائق مرعبة، وحينها يمكن أن نفرق لماذا يبدو الغرب أكثر دقة وحرصاً على سلامة الإنسان فيه، ولماذا يموت الناس ويهلكون هنا وهناك كما تنفق البهائم دون أي تحرك, إنها القوانين, حين لا تفرق بين غني ولا فقير، وحين تختلف من مكان لآخر، فإنها تصبح جرائم تفلت من القانون يكون ضحاياها منكوبين لا عزاء لهم ولا حيلة لطرق أبواب قوانين المقاضاة والتعويضات، حين أسكتتنا تفاصيل الفاجعة المصرية لهذه السفينة، التي كانت شبه معطلة, وحين فرَّ طاقمها، وحين ترك الضحايا على السطح ينتظرون حتفهم دون أي إشارة للإنقاذ!!!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved