Wednesday 8th February,200612186العددالاربعاء 9 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
غباء متبادل!
نورة المسلّم

صادف اليوم الذي أحرقت فيه سفارة الدنمارك في دمشق احتجاجاً على الإساءة للرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام، أن مررت بالشارع الذي تقع فيه السفارة الدنماركية في لندن، حيث كانت تقام أمامها مظاهرة للمسلمين البريطانيين احتجاجاً على نفس الموقف.
لم تكن تظاهرة مسلمي بريطانيا سلمية فقط، بل كانت معبرة ومؤثرة وبليغة، حين التقطت بعض من اللافتات التي كان يحملها البريطانيون المسلمون، منها على سبيل المثال (لقد مسستم أعظم إنسان مشى على الأرض، ومن لم تنجب الأرض مثله)، وأخرى تقول: (ديننا الإسلامي يقول لا تتعرضوا لأديان الآخرين بأي إساءة)، وأخرى تقول: (تعلمنا من الإسلام أن نحترم جميع الأديان وجميع المشاعر ليست هذه هي الحرية).. ربما كانت معظم المشاعر التي صيغت في شكل التظاهرة تدعو إلى التعريف بحقيقة الإسلام مما دعا سيدة بريطانية كانت قد عبرت من هناك لتسألني هل صحيح أن هذه هي جوانب الإسلام الأخرى؟، وحين كانت إجابتي نعم بلا شك، وإن من شروط الإسلام هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله! كان الخبر قد أتى بأن السفارة الدنماركية في دمشق قد تعرضت للحرق، ولم تمض ساعات أخرى حتى تكرر الحدث وبشكل همجي وبالكربون في بيروت وبطريقة همجية تدعو لكثير من التساؤل إن كانت مثل هذه التصرفات تعبر عن الاحتجاج أم تدعو إلى مزيد من تشويه صورة الإسلام وبهذا الشكل العنيف؟!.
التصعيد الذي كان قد تضاعف من عدة جهات لا يشك عاقل في أنه مبالغة الصورة ودفعها إلى مزيد من الاحتقان، وبدلاً من تكرارنا للتعريف بأن الإسلام هو دين السلام، يأتي آخرون بحسابات بعيدة جداً عن الموقف لاستغلال الحدث، وهنا أذكر بالمقارنة التي اندلعت في يوم واحد وربما كانت أكثر من واحدة وفي أكثر من جهة، كلها تعبر عن مشاعر الاستياء بعضها كان عفوياً وحضارياً ويعبر عن إرادة أصحابها كما شاهدناها، وأخرى في بلدان لا توجد بها أساساً ديموقراطية لكي يستطيع الناس أن تقول رأيها في أسعار الخبز والحليب فكيف بجماهير الشغب أن تخترق الحظر والخوف وتعتدي على سفارة دولة ويتكرر المشهد في دولة أخرى في أقل من 12 ساعة، بل ماهو دور أجهزة الأمن التي تطبق على الأنفاس!!.
كنا نخشى، رغم فداحة الغباء الذي وقعت به الأجهزة الإعلامية والرسمية الاسكندنافية، ورغم لغة التعالي التي أصر عليها الجانب الدنماركي، أ لا تتطور الأمور لفتح قنوات سياسية للشغب والهمجية، كفرصة لأن تمارس بعض الحكومات المفلسة بعض من أساليبها في التعبير، والتي تورط بعضها وتفنن في مسائل الاغتيالات المتواصلة، أن لا تلحق الأذى بسمعة الإسلام، وأن لا تنقلب المسألة من رد فعل تلقائي وإنساني وروحي تفاعل معه مليار مسلم وأوصلوا أصواتهم إلى بؤرة الحدث التي انطلقت منها تلك الإهانة الغبية والساذجة من مصادرها، إلى أن تتعزز الصورة التي يحاول أن يعبث بها الجاهلون فتحيل صورة الإسلام السمحة، وكأنه دين عنف وهمجية واعتداء وتفاهم وبالتفجير والتنكيل.
قلنا مراراً إن الإسلام كدين عظيم له رب يحميه، وستبقى صورته الحقيقية محفوظة ما بقينا، ولن تضره وسائل الاستغلال المسيسة والتي لا تقل غباء عن الحدث الكاريكاتوري الجاهل بحق!.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved