Tuesday 14th February,200612192العددالثلاثاء 15 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الاقتصادية"

الهيئة العليا للسياحة وجازان الهيئة العليا للسياحة وجازان
أ.د. مفرج بن سعد الحقباني

يعتبر قطاع السياحة من أهم القطاعات الواعدة التي يمكن أن تسهم في تحقيق الهدف الإستراتيجي المتمثل في تنويع مصادر الدخل وتخفيف الاعتماد على النفط كمصدر رئيس يخضع لخاصية النضوب وللعديد من المتغيرات التي يأتي في مقدمتها المتغير السياسي، هذه الأهمية تبرز من خلال الجهد الكبير الذي تقوم به الهيئة العليا للسياحة ممثلة بأمانتها العامة وأمينها العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الذي يرى في السياحة رؤية واعدة ويمنحها الكثير من الجهد والدعم ويعاونه في ذلك نخبة من الكفاءات الإدارية الوطنية المؤهلة في هذا المجال المهم.
ولعل الإستراتيجيات السياحية ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها مع أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق تعتبر الخطوة الرئيسية على الطريق الطويل لتنشيط الحركة السياحية وتدعيم البنية التحتية وإعادة صياغة الفكر السياحي بما يتناسب والطموحات الوطنية المعلقة بالقطاع السياحي الذي ما زال يحتاج إلى الكثير من الجهد والدعم ليتحول إلى قطاع منتج وداعم لاقتصادنا الوطني.
وبشكل عام فقد نجحت الهيئة حتى تاريخه في التواجد الميداني وفي تفعيل بعض المقومات المناطقية وتنفيذ بعض البرامج السياحية الجماهيرية، كما حدث مؤخراً في منطقة حائل عندما تفاعلت الهيئة مع إمارة المنطقة تفاعلاً إيجابياً نتج عنه تنظيم أول رالي في المملكة الذي نطمح أن يرتقي إلى الدولية في الأعوام القادمة بإذن الله تعالى.
ومع كل هذه النجاحات التي حققتها الهيئة، أجد أن الهيئة مطالبة بمراعاة الفوارق في الإمكانيات والقدرات التنظيمية بين مناطق المملكة إذ من غير الممكن مقارنة منطقة ما تمتلك رجال أعمال فاعلين وغرفة تجارية قادرة ورجال إعلام مؤثرين في وسائل الإعلام المختلفة بمنطقة أخرى لا تمتلك سوى عدد محدود من رجال الأعمال ومعظم استثماراتهم وأوقاتهم خارج المنطقة ورجال إعلام مجتهدين ولكن لا يملكون المقدرة على إبراز الأنشطة والبرامج والمقومات السياحية التي تتمتع بها منطقتهم.
فعلى سبيل المثال منطقة جازان التي تمتلك مقومات سياحية هائلة وتنوعاً جغرافياً مذهلاً ومواقع تاريخية وسياحية متعددة ومتنوعة ومع ذلك ظلت هذه المقومات والإمكانيات السياحية معطلة أو شبه معطلة نتيجة لقلة الإمكانيات المالية والتنظيمية والإعلامية القادرة على استغلال هذه المقومات الاستغلال الأمثل.
وفي ظني أن هذه المنطقة التي تمتلك الجزر والشواطئ الساحرة والأودية والجبال الرائعة يمكن أن تكون منطقة جذب سياحي - خاصة في فصل الشتاء - متى ما أعطت الهيئة لهذه المنطقة رعاية خاصة ودعماً مالياً وتنظيمياً مناسباً يمكن من خلاله إبراز المنطقة إعلامياً وتحقيق الاستغلال الأمثل لمكنونات المنطقة السياحية.
وفي ظني أيضاً أن الهيئة في الوقت الذي تدرك فيه المزايا السياحية التي تتمتع بها منطقة جازان، تدرك تماماً أن منطقة جازان غير قادرة لوحدها على تطوير الثقافة والبرامج السياحية ومحتاجة بشكل أكثر إلحاحاً من مناطق المملكة الأخرى إلى مساندة الهيئة العليا للسياحة حتى تستطيع أن تتجاوز عنق الزجاجة وتستفيد من الإمكانيات الطبيعية التي تفتقر لها معظم مناطق المملكة.
وفي هذا السياق أتمنى على الهيئة العليا للسياحة ألا تنتظر حتى تستطيع جازان أن تساهم بنفس القدر الذي تساهم به مناطق المملكة الأخرى، وألا تكتفي بدور المنظم المشارك إذ إن المطلوب منها ولو مرحلياً القيام بمعظم الدور حتى لا يحرم أهالي جازان ومعهم بقية مواطني المملكة من الاستمتاع بما لدى جازان من مقومات سياحية بديعة.
فهل نرى في القريب العاجل دور الهيئة يتعاظم ومعه تنطلق جازان سياحياً؟ أتمنى وأتوقع ذلك.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved