Wednesday 15th February,200612193العددالاربعاء 16 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
شهداء التعليم
نورة المسلّم

هناك معادلة بديهية في مجتمعنا، وهي أن أكثر من نصف المتعلمات والخريجات السعوديات يعملن في سلك التعليم كمعلمات، إلى هنا تنتهي الحكاية، لكن ما بعد الحكاية هو مسلسل الأحزان، المتمثل في رحلة البحث عن الوسيلة التي تنقل هذه المرأة عبر الطرق الوعرة واقتطاع الكيلومترات الطويلة حتى لا يطير الحلم والوظيفة، على أثر ذلك كان لا بد من تضحية، هذه التضحية لم تكن مجرد خسران الوظيفة أو البيت أو الترقية، لا، بل عمر بأكمله وحياة، وأصبح مشهد المعلمات القتيلات على الطرق في سبيل هذه المهنة أمراً مألوفاً, بل إنَّ صحيفة الوطن أطلقت اسم (الشهيدة) على آخر الضحايا في خميس مشيط من المعلمات قبل أسبوع تقريباً!!
كتبت مرتين عن مهمة وأهمية القطار في حياتنا، وأثق تماماً أن مَنْ سيقرأ سيقول إنها خطة موجودة، وستُنفذ قريباً، وكنا قد سمعنا بهذه الأحلام منذ زمن لكنها بقيت قيد الدراسة والتمحيص حتى يقضي الله أمره، لكن ما علاقة القطار بشهيدات التعليم هنا؟
لو أن القطار كان متوفراً، ولو أن هذه الشبكة قد زرعت خطوطها في أحشاء بلد مترامي الأطراف شاسع المساحة كالمملكة، لكانت مشكلة نقل التعليم واحدة من الحسنات التي نتصدق بها على كثير من الأزمات اليومية الخانقة، ومنها حياة المعلمات، حيث إن المشكلة كانت ستتقلص من نواحٍ أخرى، فمعظم المعلمات اللاتي قضين في مثل هذه الحوادث كن يتعاقدن مع سائقين غير مؤهلين أو يعبرون من طرق شائكة، وأحياناً يتعرضن لمخاطر أخرى باقتطاع مسافة طويلة مع رجل غريب! وبوجود محطات القطار أو (التيوب) حتى لمسافات قصيرة، كان ممكن أنْ تُحل مشاكل كثيرة على رأسها تأتي مسألة تنقل الموظفات في وسيلة عامة تحمي الأرواح والأخلاق أيضاً!
ولكن، يبدو أن مشاكل التعليم ستبقى ذات صلة وثيقة بحياتنا، ولا أظن أهالي المعلمات الضحايا اللاتي تتضاعف أرقامهن بين فينة وأخرى سينسون هذه الوظيفة الأليمة التي كلفت حيوات بأكملها، رحم الله كُلَّ معلمة قضت على الدرب في سبيل التعليم، ولاعزاء للقمة العيش التي تكلف مثل هذه الأثمان الباهظة حتى يأتي حل عبقري ينسينا مشاهد هذا المسلسل الحزين!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved