Thursday 16th February,200612159العددالخميس 17 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الاقتصادية"

في الاقتصاد في الاقتصاد
مشروع مدينة الملك عبدالله
د. سامي الغمري

تشهد المملكة العربية السعودية اليوم تغيرات تنموية شملت معظم مناطقها السكانية وقطاعاتها الاقتصادية، ولعل أحد رموز هذه المرحلة مشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية المخطط إقامته برابغ على ساحل البحر الأحمر. ورغم قرب موعد طرح أسهم المشروع العملاق للاكتتاب العام بـ40 مليون سهم وبسعر متواضع للسهم الواحد إلا أن أهمية المشروع تأتي من عبقرية القيادة في اختيار الزمان والمكان المناسبين للمشروع، بداية من فكرة ثاقبة ومن ثم تخطيط مبدع، ونهاية بتنفيذ وإنشاء لا يتعدي بعض سنوات قادمة. المشروع متكامل الأهداف، فهو سكني وتجاري وصناعي تتمحور فيه كل خصائص الاستثمار من ابتكارات جديدة وتقنيات متقدمة، إلى إبداعات تصاميم البناء والإنتاج الاقتصادي. أضف إلى أن المشروع لا يحاول استشراف المستقبل والتحسب له في كشف آفاق الفرص الربحية السانحة فيه ولكن ينفرد في أهميته الكبيرة في خلق مجالات عمل جديدة للمواطنين تتقارب من نصف مليون وظيفة، وبتمويل مالي يقدر بمائة مليار ريال.
وفي المناخ العالمي الراهن المتسم بالسرعة، وفي أسواق تتغير باستمرار كسوق الأسهم التي لا تخضع للمنطق ولا تتقيد بقواعد التنبؤ المعروفة نتساءل ماذا يمكن للقطاع الخاص أن يفعل لتحقيق ربح وعوائد جيدة من مشروع بهذه الضخامة المالية؟ وكيف سيحصل على المعلومات المناسبة في الوقت المناسب قبل البدء في تنفيذ المشروع؟ وهل يكفي الاهتمام بالتخطيط والتنفيذ أم هناك اعتبارات أخرى لا بد من التعرف عليها والتطرق إليها منذ مراحل التخطيط الأولية.
هناك تحولات هائلة كجناح الشركات الخاصة السعودية، وهي حقائق تشهدها معظم الشركات المحلية الناجحة. هذه التحولات التي تبلغ أحياناً حد التحول من الشيء إلى نقيضه نتجت عن المناخ الملائم في المملكة الذي يشجع على الإقدام واقتناص الفرص الاستثمارية المتوفرة فيها سواء الشركات السعودية أو الأجنبية. نعتقد أنها تحولات نتجت عن ثقافة جديدة اتسم بها القطاع مؤخراً مستفيداً من الوضع الاقتصادي القوي للمملكة، وعاملاً في تغير نظام الحوافز السابقة، ومستغلاً الدعم السخي والموارد المتاحة. وكلّها مهدت للقطاع الخاص لهذه التغيرات الإيجابية التي أضافت إليه مرونة إدارية وإلمام أكبر بأساليب المعرفة المتطورة والإبداع.
وما قامت به الهيئة العامة للاستثمار من مسح شامل لتراخيص المستثمرين لبدء المشروع خلال أيام والتنسيق مع الجهات الرسمية ذات العلاقة إنما يشير إلى قدرة القطاع الخاص في إنجاز مشاريع عملاقة في حجم مدينة الملك عبدالله الاقتصادية - أيده الله -.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved