Tuesday 21st February,200612199العددالثلاثاء 22 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
مظاهرات الصخب السياسي!
نورة المسلّم

الدول التي لا تتوافر فيها أي من أنواع الحريات السياسية ولا الشخصية التي تتعلق بالأنظمة تبدو مثيرة بحق وهي تسمح بمسألة التظاهر أو المظاهرات في شوارعها، لا بل تتجاوز القوانين الدولية والرسمية وتصل إلى مباني السفارات وبيوت الدبلوماسيين!
الفكرة الغربية أساسا، والمحظورة أصلا في دول لا يمكن فيها أن تبدي رأيك حول أرق الشارع وتفاصيل اليوم الصغيرة التي تتعلق بحياة الناس ومعيشتهم، هي التي حين فتح المجال للتعبير انساقت على نمط تلك المظاهرات الصاخبة، وفي دول عربية معروف عنها قمع الحريات وتدهور أحوال المعيشة بسبب أنظمة تقليدية تمارس السياسة بعيدا عن مستقبل الإنسان الذي يستأجر صوته وهيئته ليعبر عن رأي الحكومة باسمه فقط!
تظاهرة سوريا الصاخبة وبعدها تظاهرة بيروت التي كانت نسخة طبق الأصل، تبعتها أخيرا تظاهرة بنغازي، كلها كانت مظاهرات عنيفة لا تعبر عن موقف ولا تعلي صوتا ولا ضميرا، بينما تندرج ملامحها تحت تنظيمات رسمية غاب عنها أن الناس التي تكمم أفواها في اتجاهات الحياة الأخرى لا يمكن لها أن تستوعب مثل هذه التحولات التي لا تظهر إلا حينما يكون الأمر متعلقا بسياسة الدول الأخرى، تجاه دول تمثل مسألة التظاهر والتعبير عن الرأي جزءا من مفاهيمها الأساسية!
وربما كان الأمر الأكثر شبها بمثل هذه الحالات كجزء من الدعاية الإعلامية لسياسة ما، ما نراه في كتابات بعض الأقلام الإعلامية لمفكرين عرب، حين تنتقد سياسة الدول الكبرى أو الدول التي تختلف مع سياسية جنسية هذه الأقلام وتمارس حريتها كاملة في النقد والتشريح، لكنها تبدو عاجزة تماما عن التعرض لأي ممارسة تختص بالجانب السياسي أو المحلي في دولهم، وربما كانت هذه المسألة هي الرياضة الفكرية والإعلامية لبعض الكتاب العرب، لكنها في الوقت ذاته الأكثر أمانا، لأن اللغة المنفعلة والشتم والنقد السياسي يمكن له أن يمارس وبالتالي يعبر بعض المفكرين عن توجهاتهم، ولكن بعيدا عن الحدود، وهي تذكرنا بالنكتة الشهيرة حين تجاذب عربي وأمريكي عن فكرة الحريات فقال له الأمريكي: أستطيع أن أشتم الرئيس أمام البيت الأبيض، فرد عليه العربي: ونحن كذلك نستطيع أن نشتم رئيسكم، ليس أمام البيت الأبيض فقط، بل في أي مكان نريد!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved