Thursday 23rd February,200612201العددالخميس 24 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الاقتصادية"

إبداع وتدريب إبداع وتدريب
د. سامي الغمري

لو تساءلت شركة ما عن أهمية احتياجاتها الرقمية من المهندسين والفنيين والخبراء حالياً؛ أو عن أهمية وعدد المحاسبين والإداريين الذين ستحتاجهم في المستقبل؟ الإجابة على السؤالين توضح مدى وقيمة الاستثمار في الموارد البشرية السعودية، التي بدورها تظهر أهمية تدريب الموظف، ودوره الفعال في كيان الشركات السعودية. وللمؤسسات الاقتصادية ان تعرف كيفية أن تحافظ على عناصر الموارد البشرية باتخاذ كل الطرق المناسبة لتحسين مستوياتها المهنية والفنية على النسق المرغوب. إن توطين الموارد وتنميتها يتوقف عليه نجاح الأعمال في قدرتها على تكوين المزيج الأكفأ من رؤوس الأموال الموجودة لديها؛ فالتدريب يشمل المعرفة المفيدة والمهارة التي توظف وتستخدم لصالح المؤسسة. ولا يصبح أي تدريب ذا قيمة وفائدة مرجوة ما لم يتم تطبيقه ووضعه موضع التنفيذ مباشرة لخدمة أهداف المؤسسة. ورغم أهمية عنصر التدريب حالياً إلا أن هناك من يتجاهل أهمية ممتلكاته الثمينة عنوة، ويتغاضى عن اتخاذ اللازم لتطوير وتدريب موظفين وعمال مؤسسته.
يعرف المستثمرون كل الأصول المالية والمادية التي لديهم سواء الأموال التي تحتفظ بها مؤسساتهم في البنوك أو في قيمة الأراضي والمباني التابعة للمؤسسة، ولكن عنصر التدريب، وله أيضاً قيمته الاستثمارية التي لا تقل عن أهمية الأصول والمباني لديهم. وعادة ما تعطي موضوع التدريب النصيب الأدنى من الاهتمام والرعاية الخاصة رغم إدراكها أن التدريب المهني استثمار له عائد مجز على المدى الطويل.
ولكي يتحقق هذا العائد فمن الوارد أن تكون هناك تكاليف مالية تتحملها الشركات نظير حصولها على هذا العائد لاحقاً وإن كانت البداية تحمل بعض الأعباء المالية والإدارية حال تطبيقها، إلا أن هذا لا يمكن اعتباره بأنه صنيعة مصروفات مالية غير ضرورية يتعين الاستغناء عنها.
وقد ينعكس سلبياً تدني مستويات أداء العمل على صورة وسمعة المؤسسة في منتجاتها وسلعها المباعة التي تحتاجها وسط منافسة عولمة القرن الحادي والعشرين الميلادي. وهناك علاقة طردية بين مستوى أداء وكفاءة العامل وبين إنتاجيته التي تدعمها برامج تدريب الموظفين وتوفرها ذات المستوى الجيد للتأهيل في استخدام التقنية المتطورة. وقد أظهرت الأبحاث العلمية أن الاستثمار في التدريب وتأهيل الموظفين يزيد من أصول المؤسسة الاقتصادية بطرق إيجابية. فاختيار برامج تدريبية معينة له مردودات اقتصادية على مستويات إنتاجها وبخاصة عندما تكون البرامج التدريبية تتناسب مع ميول المتدرب وقدراته الشخصية، إضافة إلى إضفاء جو من المرح المشترك على شكل مجموعات مشتركة للوقوف على أي عوائق فنية أو إدارية ليعمل الجميع على تبادل المعرفة والمعلومات التي تنتقل من متدرب إلى آخر خلال لقاءاتهم مما يساعدهم على القيام بدراسة وتشخيص أي مشكلات تعاني منها المؤسسة على نحو منتظم.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved