Saturday 25th February,200612203العددالسبت 26 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
انهيار الجدار
نورة المسلّم

هل حقاً انهيار جدار الرقابة على الكتب في المملكة، هذا ما حفلت به الأنباء على هامش معرض الكتاب في الرياض، وهي الخطوة التي كانت متوقعة تماهياً مع خطوات أخرى كثيرة شملت أطراف الحياة العصرية كان بعضها معطلاً أو شبه مشلول ومن ثم أعيدت لطبيعتها.
الرقابة على الفكر لم تعد ذات فائدة ونحن من يقول هذا الكلام من واقعنا الذي كانت تشهده المطارات والمنافذ حين كان يصيبنا هلع الشراء لأي كتاب لمجرد أنه مُصادر أو غير متاح في بلادنا, الخطوة الأخرى التي تلاها الانفراج هي تسرب المعلومات عبر مواقع البث المعلوماتي الاليكتروني وعرض وشراء الكتب وما يتبعها, جميعها تفاصيل كانت تشير إلى أن الرقابة على الكتب لم تكن أكثر من مجهود مهدر لأجهزة الرقابة من ناحية, وتشويه لصورة الثقافة العامة للمملكة كبلد يمثل به المثقفون والمبدعون رقماً لا يستهان به, وحين كانت تحل مواسم الكتب فإنها كانت تبدو فقيرة إلا من هامش بسيط لكتب الطبخ والأطفال وبعض الكتب الدينية!
إذا كان العالم العربي بأكمله يعاني من مشكلة القراءة ومرضها وهزالها لدى العامة, فربما كان للمشكلة أسباب أخرى تدخل فيها عوامل وظروف كل بلد على حده, منها ضعف الخلفية الثقافية, والأمية التي تبدو أرقامها مخيفة بالفعل في دول كانت تحت الاستعمار، في حين تبدو نسبة الأطفال الذين لم يلتحقوا بالمدارس أكثر من 15%, إضافة إلى الفقر وارتفاع أسعار الكتب في دول أخرى, جميعها أسباب ساهمت في هذا الضعف, لكنها بالتأكيد قد تصبح ماضياً لو أن القراءة كانت للجميع في مناخات معدة لذلك, ولو أن المؤسسات العامة ركزت على الجانب الثقافي وتنمية الأفراد في الشعوب واستثمار عقولها، كما تستثمر المشاريع والأموال وتحريك الاقتصاد.
الحقيقة المضيئة على هامش معرض الكتاب في الرياض، ليست فقط إجازة بعض الكتب، ولا انهيار جدار الرقابة الذي كان من تاريخ المعارض السابقة غير ملم أحياناً بماهية المنع، بل لانفتاح الجانب العام لاستيعاب هذه الثورة المعلوماتية، وأن ما تغلق عليه الباب يأتي من النافذة، وإننا الآن وأكثر من أي وقت مضى بحاجة لتأسيس العقول واستثمارها جيداً، بعد تجارب مريرة انصرف فيها الشباب إلى أماكن مجهولة، وتسلح بعضهم بثقافة التفجير والإرهاب بشكل أعمى لأنه كان المتاح وكان الثغرة المختبئة التي استغلت فورة شبابهم وطاقتهم، أما الآن فالوضع أمامكم لانفتاح ثقافة عامة، يجب أن تلحقها أبواب أخرى يجب أن تشرع أبوابها لنواح الإبداع ومدارس الفنون، والمسرح، وثقافة عامة ليس لها حدود تطرق العقول وتتيح في النهاية الاختيار لكل مبدع أن يهذب أفكاره أينما شاء له!.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved