Monday 27th February,200612205العددالأثنين 28 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
دراما عالمية
نورة المسلّم

هذا هو وضع العالم اليوم، معظم مشاهد الحياة تتشح بالدراما في عمقها، صور التعذيب والدمار وضياع أبسط المعادلات للتوازن تبدو وكأن الدنيا تضيق بناسها من واقع ملتهب، وربما كان الكثير يعيش دوامة الوجع هذه وهو بعيد عنها لكنها الحقيقة.
لعل في ضياع الحقائق أو النهايات المنطقية لكل ما عايشه الناس وشهدوا بداياته على أمل نهاية ما، شيئاً من أسباب تحول هذا العجب إلى متلازمة الألم والإحباط والشعور بالقهر، فوضع العراق مثلاً، أو اجتياحه أو احتلاله أو تحريره كلها تصنيفات اختلفنا معهم واختلفوا معنا على تسميتها، بينما حسم الوقت هذا الشقاق بيننا وقال إنها فوضى ! ومنذ تلك اللحظة التي كان سقوط بغداد الشهير فاصلاً بيننا وبين (الصحاف) الذي شجع المخيلة العربية حينها على الحلم والتمني، فإن المسيرة تحولت وطال الأمد، ومهما كان مسمى الوضع لوجود القوات الأمريكية والمتحالفة في العراق، إلا أن بركة من الدماء ما زالت تنضح بالمزيد وان فتنة أذكيت لن تطفئ نيرانها قريباً، في حين يبدو الموت أسهل العمليات التي تتم في أي مكانٍ تحت مسميات كلها بالفعل درامية لأن جني الأرواح اليوم هو من أسهل المهمات!
الإرهاب أيضاً، ذلك الضلع الأعوج الذي برز على جسد الواقع وتخفى بمبررات كثيرة، كانت معظمها تتوسد الدين بطاقة للعبور فوق أرواح الأبرياء، ها هو الآن يكشف حقيقته ويصبح لاعباً أساسياً في العملية الدرامية التي تنبع منها مصادر القلق واستهداف حياة البشر قبل سياسة الدول، بينما كانت كارثة (بقيق) التي حجم الأمن السعودي مصيبتها، لو أنها تمت لكانت من أكبر الكوارث الإنسانية والبيئية وهي بحق تكشف استراتيجية الإرهاب وتنوع مصادره وخططه مما يشي بوجود مزارع ومعامل هنا وهناك لتصديره وتكريره!
مشاهد الدراما في حياتنا لا تتوقف، ويبدو أن الخطوط الحمراء لوقف مثل هذه المسلسلات العنيفة وتجارة الموت ونشاطها لن تتوقف، هناك خلل في تركيبة هذا العالم وفي بنوده وفي تصنيفه، وهي مالا نختلف عليه، لكننا نختلف حول نظرتنا العامة لهذه الأمور، فعلى الرغم من أننا نعيش ومنذ الحادي عشر من سبتمبر الأسود في واقع دموي عنيف، إلا أننا
ما زلنا نجد بيننا من يبررون الإرهاب ومن يؤيدون زعماء الموت والقتلة ويدعون لهم بالثبات، بينما تقف ثلة أخرى لتؤيد مثل هذه الفوضى الاستعراضية لقوات الغزو واحتلال البلدان وتشريد أبنائها وشرذمة أحوالها، أنها قطعة درامية فريدة تسحق ما تبقى لدينا من مشاعر !!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved