Wednesday 1st March,200612207العددالاربعاء 1 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
هشام حافظ!
نورة المسلّم

لا أملك شيئاً مما ذكره كثير من الزملاء حين رثوا هذا الرجل واستشهدوا بمواقف شخصية تدل على حرفته الإعلامية وإرثه الصحافي الطويل، لكنني عرفته - كغيري - مؤسساً، مع أخيه محمد حافظ، صحيفة الشرق الأوسط، وما تبعها من مطبوعات محترمة أخرى.
أتذكر أنني، وفي عمر صغير جداً، كان أبي - رحمه الله - يجعلني أقرأ له الصفحة الأولى من الشرق الأوسط كل صباح، بينما يكون يتناول قهوته، بينما كبرت لديّ فكرة الاطلاع بأن أتصفح الجريدة من صفحتها الأولى كعادة مستديمة!
كلنا يعلم ماذا كانت وما تعني صحيفة الشرق الأوسط كثقل إعلامي لدولة، كفكرة نجيبة وفريدة انبثقت قبل أكثر من ربع قرن، كصحيفة دولية تقابلها في كل مكان تقصده في أنحاء العالم، ويزيد من قيمة العمل أنها تحمل هوية انتماء للوطن، وما يمكن أن تقدر به مع المطبوعات الأخرى التي تنتمي إلى نفس الفكرة كثروة قومية.
هنالك أناس أحبوا أعمالهم فأحبتهم وأخلصوا لها فبادلتهم هذا الإخلاص، تاريخ يشهد لهم حين يرحلون، وقيمة العمل الصحافي تكمن في أنه تاريخ موثق يحسب على صاحبه، كما يحسب عليه، وهذا هو سلاح الكلمة الخطير؛ لأنه ذو حدين. وحين يرحل عامة الناس فإن القليل والكثير يعرفون عنهم ما لمسوه وما سمعوه في أطر محددة وذات علاقة ربما تكون مباشرة بهم، لكنهم لا يستطيعون أن يغفلوا مميزات أخرى كما تتنبه لها الكلمة التي لا تموت.
ربما كنا نعلم قبل ظهور صحيفة الشرق الأوسط، حين كانت الصحافة السعودية مطبوعات متعددة ذات وجه ملامح متشابه، وربما كان الكثير منها ما زال على نفس الترتيب إلا من تغيرات طفيفة، إلا أنها وبوجود الوجه العالمي للشرق الأوسط كصحيفة سعودية دولية قد تغيرت وأثرت على مسار الخبر والمعلومة بعداً آخر يعتد به.
ذهب الرجل كما ذهب غيره، وهذا هو مسار الجميع الذي لا بدّ أن ينتهي إليه، لكننا، ومن الوفاء، أن نتذكر كل من فكر بعقله وسخر إمكانياته لأعمال وأفكار تنمو وتكبر ولا تشيخ، ولم يفكر بجيبه فقط، ويكفي أن ترى صحيفة الشرق الأوسط في أي مكان تسقط به على وجه الكرة الأرضية قبل أن تجد صحف الدول التي تكون متواجداً بها، إنها فكرة فريدة مات واحد ممن أسسوا لها، لكنها لم تمت!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved