Thursday 2nd March,200612208العددالخميس 2 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الاقتصادية"

في الاقتصاد في الاقتصاد
ارتداد الأسهم السعودية
د. سامي الغمري

يمكن أن نقول إنها الفقاعة الرابعة لليوم الرابع على التوالي ولهبوط حادٍ ونسبٍ دنيا في سوق الأسهم السعودية، تراجعت فيها عمليات البيع والشراء بشكل مفاجئ مقارنة بالأسبوع الماضي، وتحولت فيها الأرباح إلى خسائر سيطر فيها جو قاتم على صالات التداول، وعلى ملامح المتعاملين لتراجع مستمر كان نتيجة موجات بيع جماعية طالت جميع الشركات المساهمة دون استثناء.
لقد رأينا خلال الأسبوع الماضي أن مؤشر الأسهم العام قارب 21000 نقطة صاحب خلالها تذبذبات قاربت 1000 نقطة، فيما حذّر حينها الخبراء من تضخم أسعار بعض الشركات المساهمة إلى أكثر من أربع مرات دون مسببات اقتصادية تبرر ذلك. وكان مع كل ارتفاع يتجدد الحديث والخوف من انهيار في السوق، إلى أن سادت لفترة ثلاثة أشهر حالة من التفاؤل لدى المتداولين، ظهرت فيها معظم التحليلات الفنية والتوقعات غير متوافقة مع أي تصحيح في أسعار الأسهم، وهو ما أدى إلى اجتذاب المزيد من المغامرين والمبتدئين من المجتمع إلى ما يقارب من المليونين متداول. ورغم أن البعض قد يصفها بأنها تصحيحية إلا أنها تبدو عنيفة حادة حيث المؤشر تراجع إلى قرابة 18000 نقطة خسرت الأسهم السعودية فيها أكثر من 200 مليار ريال من قيمتها السوقية. ويرى البعض أن السوق كان بحاجة فعلية إلى هذه الحركة التصحيحية، وكان متوقعها منذ فترة لتحد من الارتفاعات المتواصلة التي شهدها السوق، ولا سيما لتصحيح تلك الشركات الصغيرة الزراعية التي تجاوزت أسعار أسهمها أسعار شركة سابك البتروكيماوية العالمية.
قد يكون هناك أكثر من مسبب لهذا التراجع الحاد، لعل من أولها: ما ردد بأن العطل الفني حجب أوامر الشراء من التنفيذ، الأمر الذي أدى إلى هبوط دراماتيكي في أسعارها. وثانياً: حالة الهلع والفزع والبيع الجماعي السريع والذي أصاب كثيراً من المتداولين للتخلص مما في محافظهم ببيعها، والخروج بأدنى حد ممكن من الخسائر. ثالثاً: الشعور العام والاعتقاد المشترك للمتداولين بأن الانهيار قادم ووشيك الحدوث مع نهاية الأسبوع الماضي حين كان التذبذب قوياً حينها والشاشة أقرب إلى اللون الأحمر منها إلى اللون الأخضر، مما اقنع البعض بأنها فرصة سانحة انتهازها في بيع نصف محافظهم بأسرع وقت ممكن وسيولتها، والعودة عند حدوث الانهيار المتوقع والذي حدث فعلاً. فالهدف كان واضحاً عند كبار وصغار المتعاملين في سرعة البيع والشراء بأسعار متدنية يمكن خلالها تحقيق ربح مالي أكبر عند ارتداد السوق خلال الأسابيع القادمة. وقد يبدو أن هناك قناعة عامة بأن السوق سوف يتردد بسرعة، فجميع المؤشرات الاقتصادية ايجابية سواء أسعار البترول عند ثباتها عند مستوى 60 دولاراً، وأن مؤشرات الاقتصاد السعودي جيدة من فائض ومشاريع تنموية. فالارتداد قادم وقوي خاصة عند الانتهاء من تحديث تقنية التداول التي أعلنت عنها مؤخراً هيئة سوق المال السعودي وعلى المتعاملين الانتظار قليلاً ريثما ينتهي كبار صناع السوق من عمليات التجميع والبيع بأسعار مربحة في أقرب وقت إن شاء الله.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved