Saturday 11th March,200612217العددالسبت 11 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
شقرا الأسهم
نورة المسلم

ذكرتني حكاية الأسهم السعودية بالمثل (مع الخيل يا شقرا) فلعبة الأسهم حين شارفت على معانقة السماء كانت للكثير بمثابة لعبة الحظ وأحلام الثراء السريع، وإن كنت أؤمن بحق الناس في أن تمدد أحلامها وتفرشها على أي بساط أرادت، إلا أن هذه التوجهات التي جرفت البعض إلى منحدرات خطرة لم تكن محاطة بأي رعاية من هيئة سوق المال، التي تركت الأمور تسير في عنانها لتأتي في اللحظات الأخيرة ودون أي مقدمات فتحيل النتائج كما سمعنا إلى انهيارات لم يكن الناس مستعدين لها عطفاً على قلة المعرفة بمغامرات ضخمة كتلك، في وقت قيل إن البعض وصل به الأمر إلى حد رهن بيته أو بيع مصاغهم وأملاكهم، في حين كانت النتائج الأسوأ قد أدت إلى وفيات!
غياب الرعاية والتخطيط كأدنى حدود التوعية للعامة، جعلت الكثير والذين يمثلون في غالبيتهم صغار المستثمرين يطيرون خلف شقراء الأسهم الجامحة دون إدراك للمفهوم أو دراسة مباشرة تشير إلى مثل هذه النهايات الكوارثية.
هناك نقطة عميقة من هذه الموجة التي اجتاحت كثيراً من المفارقات وأذابتها وجعلت الحديث عن الأسهم على كل مائدة طعام في كل بيت وأصبحت وسيلة التفاهم بين إشاعات السوق ومحلليه الذين أصبحوا هم الآخرين رواداً في التغطية وخلف نشرات الأخبار الرئيسية، وهي أن الناس تعاني فقراً في طريقة إدارة أموالها، بمعنى أن ترتفع نسبة المضاربين في السوق إلى ملايين وفي وقت واحد ويتساوى هنا مستوى الفهم والخبرة مقارنةً بمصادر تنمية المال لدى الجميع.
السوق السعودي كبير جداً والاحتياجات الاستهلاكية التي يفترض أن تضخ في الدائرة المالية للاستثمار هائلة ارتباطاً بدائرة الاستهلاك المرتفعة جداً، لكن المحير أن وسائل الاستثمار أو افتتاح مشاريع حسب إمكانيات الفرد تبقى معقدة وتائهة ولا يزال معظمها مرهوناً برقبة البيروقراطية الهائلة، من هنا فضل الكثير الهروب من الإجراءات المعقدة أحياناً إلى فوهة البورصة التي رغم أنها أنعمت على البعض لكنها حين اختنقت ووصلت إلى نقطة مقننة التهمت الطموحات وجعلت الكثير يعود إلى نقطة البداية بحيرة وغموض، بينما لا يزال الكثير يسأل أين كانت هيئة سوق المال طوال تلك الفترة، ولماذا لم تكن هناك أي مقدمات لدخولها الذي زلزل السوق ومعه تزلزلت أرواح كما قيل إنها وصلت إلى حد الموت لدى البعض؟
في النهاية عاد السوق إلى نشاطه أم لم يعد، من حق الناس أن تعلم إلى أين تتجه وأن يكون هناك نظام حماية واضح يضع النقاط على الحروف وقبل الدخول إلى مثل هذه البراكين التي لم تستوعبها فكرة كيف تصبح ثرياً في لحظات كما كانت قاعدة المضاربة تقول، التي يبدو أنها نسيت أن تقول كيف يمكن أن تصبح فقيراً وفي لحظات أيضاً!!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved