Tuesday 14th March,200612220العددالثلاثاء 14 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
زمن أغبر
نورة المسلّم

أصبح مشهد مقتل العشرات والمئات في العراق مألوفاً، ولم يعد للأرقام أي معنى, بمعنى أن الطاحونة ما تزال تعمل وأي نتائج أخرى هي خارج منطق ان بلداً يستعر سيصبح قنبلة موقوتة تتجاوز شظاياها إلى جيرانها وإلى المنطقة بشكل عام.
العراق الآن الذي أصبح أرضاً خصبة للإرهابيين وملتقى لتنفيذ مسرحيات الدماء والتدريب على التفخيخ، هو الذي يبدو أنه مع الوقت سيصبح نسياً منسياً، فالعالم بأسره مشغول بكوارثه وبأزماته الطبيعية والمفتعلة، في حين يلعب الوقت لعبة عكسية لعزل هذه البقعة الملتهبة عن بقية العالم ورصدها مكاناً لتفجير الأزمات من حيث لا نعلم.
لا أظن زمناً قد عبر على الشواهد مثل هذا الزمن الأغبر بحق، والذي طغت بصمة الموت والقتل والإبادة الجماعية على أي حلول أخرى.
ورغم أن هذا الوقت تحديداً الذي يمر على المنطقة كمراحل ناشطة، لإدخال مفاهيم حديثة على السياسية وحقوق الإنسان وتطوير الأنظمة المدنية، كالإصلاح السياسي وإدخال صناديق الاقتراع هنا وهناك باختلافات مسمياتها، إلا أن هناك مسافة خالية ونقطة فراغ تتسع يوماً بعد يوم من مجهول يترصد المستقبل.
هناك أهداف أخرى موقوتة بالتلغيم في حال هدأت أحداث العراق وأحواله، فما نسمعه من وعود دولية وتهديدات بحق إيران النووية أمر مخيف آخر، وربما يأتي اليوم الذي لن يُسكت المصيبة إلا مصيبة أخرى أشد وطأة! هناك مفارقات تجعلنا نتوقف عندها من نموذج العراق، وهي البحث عن أسباب تؤكد التأزم الداخلي بين أبناء العراق أنفسهم وهي الفتن الطائفية المفتعلة، في حين أن أسوأ العصور التي مرت على ذلك الشعب كعهد صدام لم تشهد مثل هذه الافتعالات والتصفيات فيما بين الشعب الواحد، إنها دليل آخر على إثارة الجسد الواحد والبحث عن الفتن التي لا يبدو إخمادها سهلاً أو يسيراً من واقع ما تقوله الأحداث الحية، بل هي مدعاة للتساؤل بأن العراق بأكمله أصبح سلاحاً يتفجر داخل نفسه، لكنه قابل للتمدد ما لم تُحكم الدول إقفال أبوابها وحدودها لتسلل طلاب أكاديمية الموت والتفجير والإرهاب، وقبلهم قوات التحالف التي يبدو أنها دخلت العراق وضلت طريق العودة للخروج منه بعد أن أصبح الهدف (صدام حسين) عصفواً في قفص لا يتجاوز الأمتار!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved