Wednesday 15th March,200612221العددالاربعاء 15 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
لصوص
نورة المسلّم

أدرك أن هذا العنوان ربما يغري الفضول، على اعتبار أن كل منّا لدية قائمة بلصوص كثر عرفهم أو مرّوا عليه، وربما كان ضحيتهم يوماً، لكن اللصوص ليسوا سواء وليسوا جميعهم مطاردين من قبل العدالة، بل إن بعضهم يرفل في حياة آمنة ومستقرة بعيداً عن المحاسبة.
في الأزمنة البعيدة كان اللصوص وقطاع الطرق ينهبون الناس لسد الحاجة وملئ بطونهم الجائعة، ورغم ذلك كانت المسألة تبدو حياة أو موتاً من أجل سرقة بسيطة (رغم أنها سرقة) وهي تفسير بأن لكل زمن لصوصه ولكل لصوص طموحاتهم التي تناسب عصورهم وأزمانهم.
لصوص هذا الزمان، وفي عهد القانون، هم أكثر طمأنينة وأكثر تكنيكاً، وألواناً أيضاً، فهناك لصوص يتوسدون أمنيات غيرهم وبالتالي من السهل جداً اختراق هذا الحاجز بأي مبرر والاعتداء على حقوق غيرهم وهناك من يسطو على بعض الاعتبارات والمفاهيم العامة ليتاجر بها في ميادين الوعي على اعتبار أنها أحد المرابح والشعارات للتسويق لنفسه.
وحين ظهر مصطلح الليبرالية على السطح وأصبح الناس يتداولونه بين مؤيد ومعارض، قفز على ظهرها كثير من التقليديين ومن لا يفقهون معناها أصلاً، وقيل: إن هناك امرأة أنقذ الدفاع المدني حياتها بصعوبة شديدة وفي اللحظات الأخيرة من حريق التهم الشقة التي تسكنها وهي عروس لم يمض على زواجها أكثر من شهرين، والسبب أن باب الشقة كان مقفولاً بالمفتاح من الخارج من قبل الزوج الأكاديمي الذي كان يعرّف بنفسه وفي محاضراته بأنه من دعاة الليبرالية، بينما تعثر الحصول على الرجل من خلال هاتفه المحمول المغلق حينها لأنه في قاعة المحاضرات!!
وهناك لصوص آخرون استغلوا فطرة الناس الروحية والدينية واخترقوا ثوابتهم بادلجة مفاهيم وتحريفها وتحويلهم باسم الدين إلى قتلة ونهاّب لأمن الناس وطمأنينتهم.
بقي أن أقول: إن السجون لا تجمع كل الحرامية ولا اللصوص، بل ربما كان بعضهم يتمتع بالحرية المطلقة ولا يمانع في مزيد من السطو، أما كيف يحدث ذلك، فهو ما لا افهمه، كونها معادلة صعبة جداً على الفهم، لكنها بالتأكيد حاضرة!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved