Sunday 19th March,200612225العددالأحد 19 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
ترف
نورة المسلّم

ليس ترفاً بمعنى الترف الوفير أو الإيجابي الذي ينقل الإنسان من ضنك إلى رخاء وتنفيس، بقدر ما هو إغراق الواقع بتفاصيل مزدحمة كثيرة، فلم يعد لنا تلك الفسحة من الوقت كي نستوعب الكثير مما يحدث هنا وهناك.
اختلاط كثير من الأوراق العالمية, جعل الحقائق تتنفس عبثاً وتلقي بإنسان اليوم إلى مغبات محيرة، ولابد أن يكون هناك مخارج عدة لالتقاط بعضها المجرد لكننا نكتشف بعد معظم المواقف التي نشاهدها أننا لا نفهم شيئاً، أسوق إليكم مثالاً بسيطاً، فبعد أن كان الناس يتابعون بشغف شديد محاكمة صدام حسين، أطلق عليها الكثير مسرحية هزلية، حين راهنت واحدة ممن يؤيدون محاكمته علنياً على أن الرجل يلعب دور المغفل الذي يعانق الجنون وهو يلقي بخطبة عصماء في المحكمة ويسرد مواقفه من الأحداث السياسية وكأنه ما زال قائداً مهيباً لا متهماً يقف بين أحضان المحكمة داخل بضعة أمتار فقط وكأنه يمثل مشهداً من الغباء! كان في تأكيد هذه السيدة وتبريرها على تلك المسرحية واختلاط مفاهيمها كضحية للحقائق الغامضة أن صدام ظهر في مظهر حسن بشعر مصبوغ ولحية مهذبة وملابس نظيفة!
الأمثلة كثيرة على اختلاط أوراق الحقائق بين شائعات وحقائق مخطوفة وبين وعي يتقلب ويدس أفكاره هنا وهناك لينال شيئاً من الحقيقة لا سواها، كان آخرها الطازج ما حدث للسوق السعودي مؤخراً، وحين أرخى الناس آذانهم للشائعات, بعد اكتشافهم أن رقابهم المالية كانت على وشك أن تطير إن لم تكن طارت, رغم الترميم الذي حمل شيئاً من الانفراج، لكن الصدمة ما زالت تحث على الأسئلة حول الأجوبة المخفية!
هروب ثلة من كبار المتهمين من سجون صنعاء في وقت واحد كان أيضاً واحداً من المفارقات التي تؤكد هذه الحقائق الرمادية، فكيف يهرب مجموعة من المساجين وينطلقون في الأرض ليعيثوا فساداً من سجن دولة؟.. وهو دليل آخر ضمن أمثلة كثيرة على أن الخفاء يكاد يطفح بالمزيد من الحقائق التي لا نتلقاها كما هي، رغم عدم أهمية السياسة للبعض، لكنها بالتأكيد ذات صلة وثيقة بأمن حياتهم ورخائهم.
إنه زمن مترف حقاً، ولكنه بكل أسف ترف بائس!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved