Tuesday 21st March,200612227العددالثلاثاء 21 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
معلوف
نورة المسلّم

كنت شغوفة جداً بمتابعة اللقاء مع الروائي أمين معلوف على قناة المستقبل، لكنني أحبطت منذ الوهلة الأولى للمقابلة حين كان المحاور قد قرر أن يكون اللقاء باللغة الفرنسية رغم وجود الترجمة الفورية المكتوبة! معلوف الذي قرأت معظم روايته، هو من قال في تلك المقابلة انه يجد صعوبة في السرد باللغة العربية وانه حين يكتب بالفرنسية لا يفكر أبداً ان كان العمل سيترجم أو لا، فربما تغيرت الأفكار أو المنحى الكتابي لديه، وهو ما لا نختلف عليه، لكن مبعث الحزن هنا أن خاتمة اللقاء المفاجئة كانت بلغة عربية جيدة لكلا الطرفين، وكأن التعبير بلغة أخرى غير العربية هدف يخرج منه المشاهد الذي لا يجيد تلك اللغة كالفقير الوحيد في هذه الثلاثية، رغم معرفتنا المسبقة عن معلوف كأديب عالمي يحمل ثقافة مزدوجة من واقع هجرته إلى فرنسا التي فجرت بداخله طاقة إيجابية رائعة جعلته ربما يبدو في أحيان كثيرة مسكون بالجذور والعائلة والأجداد كما حدث في إحدى رواياته الأخيرة (بدايات). هناك أدباء كثيرون هاجروا وتركوا بلدانهم الأصلية يحملون هذا الهاجس، وهي الجذوة الحقيقية التي يراهن عليها الكاتب والقارئ، لكنهم لا يتأثرون بمفارقات الهجرة، بل تعكس عليهم مزيداً من العمق المثري، حين يصل بعضهم إلى تصوير معاناته كقطعة ألم جذابة ومضيئة. في حديث معلوف الشامل تستوحي صورة شاردة وهي متكررة لأكثر أدباء المهجر إذا انطبق المسمى على معلوف مثلاً، فهم يتحدثون في السياسة بشهية مفتوحة ويجزلون آراءهم حول أحداث الساعة يكتبون للقارئ الجديد الذي يعيشون ثقافته وهم يعلمون أنه قارئ نهم وشديد المصداقية مع كل كلمة، وبهذا لا يجدون في عالمهم الأصلي سوى الجذوة العميقة، التي تجزل عليهم الإبداع من الإرث الهائل للمعاناة والفقر وانعدام الحريات، وهنا تبدو صورة أقرب إلى التوازن شدها معلوف في نهاية لقائه حين سأل أخيراً: أين تتمنى أن تدفن؟ قال في قريتي، مسقط رأسي في لبنان!!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved