Sunday 26th March,200612232العددالأحد 26 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الاقتصادية"

تمويل بلا كفيل! تمويل بلا كفيل!
خالد الفريان*

أهم ما يميِّز برامج صندوق المئوية هو أنه الجهة التمويلية الوحيدة في المملكة التي لا تطلب أي ضمانات أو كفيل أو مستوى ملاءة مالية معين، بل إنه مخصص لأصحاب الدخول المتدنية أو المعدومة ولا يقوم بدعم الشباب الذين لديهم - أو لدى أسرهم - دخل عال. فالمهم أن يكون لدى الشاب أو الشابة فكرة استثمارية مجدية اقتصادياً وأن تقتنع إدارة الصندوق بأن لدى صاحب الفكرة الحماس والجدية والقدرات اللازمة لإنجاحها.
هذا هو الضمان الوحيد مع وجود متابعة مستمرة من الصندوق لكيفية تنفيذ الفكرة في مراحلها المختلفة وبحيث لا يصرف التمويل للمستفيد ولكن يتم الصرف لتوفير احتياجات المشروع أولاً بأول، مع وجود مرشدين ومرشدات من أصحاب الخبرة ممن لديهم حس وطني واجتماعي ورغبة في الخدمة العامة يتولون تقديم الاستشارات والنصح باستمرار لصاحب المشروع، وفي هذا السياق أعود للتذكير بأهمية الإبراز الإعلامي لخدمات الصندوق غير التقليدية، حيث إنه بحاجة إلى تقدم أعداد أكبر من المرشدين المتطوّعين لدعم هذه المبادرة الوطنية - الاجتماعية التي يمكن أن تساهم بفاعلية حقيقية في القضاء على البطالة لدى أعداد كبيرة من الشباب والشابات.
بخاصة أن الصندوق لاقى تفاعلاً وتجاوباً كبيراً من أطياف المجتمع المختلفة مما سيعزِّز دوره خلال الفترة المقبلة بشرط توفر الأفكار الاستثمارية الإبداعية وتوفر المرشدين، حيث إن فكرة الصندوق تعتمد على الإرشاد والأفكار المتميِّزة أكثر من اعتمادها على التمويل.
واليوم يدخل الصندوق في شراكة إستراتيجية مع منظمة أعمال الشباب الدولية التي أسسها الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، وهي منظمة خيرية قدّمت خدمات جليلة للإنسانية عبر دعم عشرات الألوف من الشباب ممن كانوا يعانون من الفقر والبطالة في مختلف مناطق العالم لإقامة مشاريع خاصة بهم حققت الغالبية العظمى منها النجاح، وسوف تستفيد برامج الصندوق - والتي يتم تنفيذها بالتعاون الكامل مع الهيئة العامة للاستثمار - من التجربة الناجحة للمنظمة.
وقد تم الانتهاء من البرنامج التجريبي للصندوق بالتزامن مع تطبيق إستراتيجية الهيئة العامة التي حددت أسلوباً رئيسياً تركز عليه في خدمة المشاريع الناشئة في المملكة وهو الشراكة التكاملية مع صندوق المئوية ومساندته في دعم الشباب والشابات أصحاب الأفكار الخلاّقة بالإرشاد وإنهاء الإجراءات المطلوبة منهم وبعد ذلك منحهم التمويل اللازم والذي يتم توفيره بالكامل من قبل البنوك والشركات ورجال الأعمال، ومن ذلك الدعم الذي قدمته مؤخراً سابك والبنك الأهلي لإطلاق صندوق المبدعين بتمويل قدره 150 مليون ريال.
ختاماً فإن الصندوق تأكيداً على البعد الإنساني الذي يميّز أعماله فقد امتدت خدماته لتشمل نزلاء السجون ممن شارفت محكومياتهم على الانتهاء وكذلك أصحاب الاحتياجات الخاصة، مع التركيز على توزيع نشاطاته بطريقة عادلة على الشباب والشابات في جميع مناطق المملكة.
ألا يدعو كل ذلك أصحاب الخبرة والتخصص للتطوع في مساندة مشاريع الصندوق عبر تخصيص عدد محدود من الساعات كل شهر للإشراف على مشروع محدد؟

* مسؤول الإعلام - الهيئة العامة للاستثمار

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved