أجمع عدد من أصحاب الفضيلة العلماء، ومعالي مديري الجامعات، على أهمية الدور البارز لمسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين في تشجيع هذه الفئة الغالية من الأبناء على التمسك بكتاب الله وحفظ آياته وتوثيق علاقتهم بالدين ومجتمعهم المسلم، وثمنوا الجهود المبذولة في تفعيل المسابقة بهدف دمج الأطفال المعوقين بالمجتمع. وعكست هذه الآراء ما تحظى به المسابقة من ثقة المجتمع فيها وفي ريادتها وتفردها في العناية بهؤلاء الأطفال، بمنهجية علمية وبأساليب ووسائل علاجية وتربوية.
وفي هذا الإطار نوه الدكتور أسامة بن صادق طيب مدير جامعة الملك عبدالعزيز برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين لمسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين، وحرص سموه أن يولي المسابقة كل مقومات النجاح.
وقال معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز إنّ المسابقة تزداد ألقاً وتوهجاً وقيمة أنها خاصة بأطفال معوقين، موضحاً أن أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض، نحيطهم برعايتنا رأفة ورحمة بضعفهم الطفولي، وبخاصة الذين ابتلاهم الله عزّ وجلّ بنوع من أنواع الإعاقة، فنبذل كل ما في وسعنا لمساعدتهم على تجاوز نتاج تلك الإعاقة البصرية أو السمعية أو الحركية، ونغرس في نفوسهم الغضة معنى الإيمان والإصرار والتحدي، حتى يشبوا وقد تشبعوا بمبادئ الشريعة السمحة، استسلاماً ورضى وقناعة بما قدره الله.
كما أشار معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز إلى أنّ المشاركة في مثل هذه المسابقة له أثر فعال في إزكاء روح التنافس الشريف بين أطفالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، مما يؤدي إلى غرس حب القرآن الكريم والاعتناء بحفظه في هؤلاء النشء، موضحاً أنّ ذلك خطوة رائدة في ربط هؤلاء الأطفال بالمجتمع وسبيل ممهد لانخراطهم في مجالاتهم المختلفة إضافة إلى التأهيل الذي يحظى به هؤلاء النشء من خلال الحفظ والتجويد، ومن ثم تزويدهم بعلوم القرآن الكريم من تفسير وتلاوة مما يعد من مقومات النجاح في الحياة.
أخلاق القرآن
وأكد معالي الدكتور ناصر بن عبدالله الصالح مدير جامعة أم القرى أنّ عناية سمو الأمير سلطان بن سلمان بهؤلاء الأطفال من خلال مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين تعكس حرص سموه الكريم على تنشئة هذه الفئة على مائدة القرآن، لتنكشف منهم عدداً من المواهب، ويظهر فيهم جيلاً متسلحاً بالإيمان، متخلقاً بالقرآن حسن التوجيه صافي الفكر، فيخرج للأمة وهو قادر على قهر الإعاقة، متخلق بأخلاق القرآن التي تعينه على نوائب الدهر، وتسهل له التعامل مع التحديات التي تكتنف أمته، وليكون بلسماً شافياً لهم في حياتهم.
وقال معالي مدير جامعة أم القرى: إنّ من أسباب رقي الأم في مضمار التقدم - بإذن الله تعالى - اعتناءها بناشئتها، فإذا استطاعت الأمة اكتشاف الموهوبين منهم فنمت مواهبهم، ورعت المعوقين وشجعت النابغين منهم، ورسمت البسمة على وجوههم، وعملت على دمجهم في المجتمع، لتدفع بهذه الفئة من أبناء الوطن إلى مواطن الرقي والتقدم في الحياة، ليشاركوا في سير قافلة الأمة نحو التقدم والازدهار.
ويشير الدكتور ناصر بن عبدالله الصالح إلى أن اعتناء بلادنا الغالية بحفظة كتاب الله الكريم الذين فرّغوا جزءاً من وقتهم الثمين لدراسة القرآن وحفظه، فثنوا أرجلهم في حلق القرآن في المساجد والدور ليحفظوه في صدورهم، فيتحقق بهم وعد الله في قوله جل وعلا {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
ويضيف معالي مدير جامعة أم القرى قائلاً: وإنني أبارك لسمو الأمير سلطان بن سلمان هذه المسابقة في دورتها العاشرة التي تعد من أعمال سموه الخيرية، ورعايته المباركة، ودعمه الكبير لهذه الفئة من أبناء وبنات الوطن من المعوقين.
الاندماج في المجتمع
ومن جانبه قال معالي الدكتور صالح بن عبدالله العبود مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة: (إنّ مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين تأتي امتداداً للإنجازات الكثيرة والجهود المتميزة للمملكة وحكومتها الرشيدة في تطبيق شرع الله ورعاية حدوده والعمل على حفظ كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بكل ما أُتيت من إمكانات.
وأضاف قائلاً: (إنّ المملكة العربية السعودية مهبط الوحي وقبلة المسلمين، هيأ الله لها حكومة رشيدة تطبق شرع الله وترعى حدوده وتعمل جاهدة على حفظ كتاب الله وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - بكل ما أوتيت من إمكانات، وقد حققت في هذا السبيل إنجازات كثيرة منها إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وإنشاء ورعاية المدارس المتخصصة لتحفيظ القرآن الكريم في المراحل التعليمية المختلفة الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجمعيات الأهلية.
وأوضح معالي مدير الجامعة الإسلامية أنّ تنظيم مسابقات لفئة غالية من أبناء المجتمع هم فئة المعوقين يعود عليهم بالخير في الدنيا والآخرة، فالمعوقون عندما اشتركوا في مسابقات حفظ القرآن الكريم يشعرون أنهم محل اهتمام ورعاية ولاة الأمر حفظهم الله، وليس كما يسميهم البعض أنهم الفئات الحائرة، والجانب المهمل في المجتمع، وهذا مما يرفع من معنوياتهم ويدفعهم لمزيد من البذل والعطاء والتفاني من أجل مجتمعهم.
واختتم معالي الدكتور صالح بن عبدالله العبود مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تصريحه قائلاً: (أسأل الله - عز وجل - أن يجزي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز خير الجزاء على هذه اللفتة الإنسانية الكريمة، وأن يجعل ما يقدمه من دعم ومساندة لهذه الفئة من المجتمع في ميزان حسناته).
امتداد النهج
ومن جانبه أعرب الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد رئيس محاكم منطقة تبوك ورئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة تبوك عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية لرعاية سموه لمسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين. وأثنى الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد على عناية سمو الأمير سلطان بن سلمان لجمعية الأطفال المعوقين وعنايته بهذه الفئة من أبناء الوطن، مشيراً إلى أنّ هذا الجهد المبارك إنما هو امتداد لنهج ولاة الأمر في هذه البلاد الطيبة الذين لا يألون جهداً في خدمة كتاب الله والعناية به والاهتمام بتعلمه وتعليمه وتحكيمه في شؤون الحياة انطلاقاً من رسالتها الثابتة ومكانتها السامية.
وأوضح فضيلة رئيس محاكم منطقة تبوك أنّ المسابقة هي مبادرة إيجابية وبناءة من رجل توارث هذا النبل وحب الخير من آبائه، والشيء من معدنه لا يستغرب، ومن شابه أباه فما ظلم، فوالده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض - حفظه الله - يرعى المسابقة المحلية على جائزة سموه الكريم التي يتنافس فيها الشباب والشابات من جميع مناطق المملكة.
وفي ختام تصريحه قال الشيخ الحميد رئيس محاكم منطقة تبوك ورئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة: أسأل الله تعالى لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أن يجعل رعايته للمسابقة وتكفله بتكاليفها في موازين حسناته وصحائف أعماله، وأن يكتب الأمن والاستقرار لهذه البلاد، وأن يوفق قادتها وولاة أمرها لما فيه الخير.
|