Monday 27th March,200612233العددالأثنين 27 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
لعبة غير!
نورة المسلّم

تذكرني القصص التي نسمعها ونقرؤها الآن عن ضحايا الأسهم بروايات ضحايا الحروب والكوارث. فواحدة من حكايات تسونامي الأليمة كانت قصة عجيبة ممزوجة بالألم، عن امرأة فقدت كل عائلتها وحاولت انقاذ أطفالها من الغرق، فلم تجد ما تصارع الأمواج به إلا قطعة خشب ظنت أن أطفالها تمسكوا بها، بينما إلتهم الموج الأطفال واحداً تلو آخر، وأخيراً قطعة الخشب، بينما بقيت المرأة وحيدة تنتحب. هذه الصور الغارقة في الألم متكررة أيضاً، ونسمع عنها بشكل متواصل في التقارير الإخبارية، وربما تربى أكثر جيلنا على ضحايا الحروب في فلسطين والآن في العراق ومشاهد بقايا الكوارث كالزلازل والغرق!
ضحايا الأسهم عندنا ليسوا بعيدين أبداً عمّا سبق، فالقصص العجيبة والأليمة - بحق - دامية وتثير أكثر من سؤال، وهي أن يتجه ثلاثة أرباع المجتمع السعودي وهم من يمثلون الطبقة الكادحة أو لنقل الطبقة التي تعيش من دخل محدود جداً إلى سوق البورصة، كلعبة حظ غامضة، تطير في رؤوسهم نشوة بالأرباح الهائلة والمئة ألف تصبح مئتي ألف والمليون مليونين، واللعبة مُسيلة للعاب ومثيرة للركض، فتتواصل مشقة الإنسان وغريزته نحو الهروب من عالم الأحلام إلى الحقيقة، وحين تصل إلى بيع الممتلكات، ومن ثم المقتنيات وتصل إلى سيارة البيت والعائلة والبيت، دون أي توجيه أو توضيح بما يجري، فهناك كانت بداية الكارثة ............!
أما الكارثة الحقيقية فليست فقط في آلام الناس وضياع شقاء أعمارهم وتشريد معظمهم الذين دخلوا إلى لعبة غامضة محفوفة بالأخطار فقط، بل في استقبال المجتمع لكارثة أخرى وهي الأرقام الهائلة الجديدة للمعدمين والعاطلين والمعوزين. ونحن لا زلنا نعالج بالإبرة والخيط مسألة فتق رقعة الفقر بعد إقرارنا بها، بينما كانت المحاولات في إيجاد حل ناجع ينتزع المسمى من واقع أكبر دولة مصدرة للنفط، وأكبر دولة ربما عربية لديها احتياطي هائل، وأكبر دولة عربية يوجد بها أكثر من اسم في قائمة أثرى أثرياء العالم. والتصنيفات كثيرة، لكن الجياع هنا يكثرون، والبورصة أتت لتمارس لعبتها الغامضة دون دليل حقيقي على ذمم المساكين والضعفاء .

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved