Tuesday 28th March,200612234العددالثلاثاء 28 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"متابعة "

أمريكيون يصدرون مجلة تهتم بالقضايا العربية وتناهض السياسة الأمريكية.. لـ( الجزيرة ): أمريكيون يصدرون مجلة تهتم بالقضايا العربية وتناهض السياسة الأمريكية.. لـ( الجزيرة ):
الشعب الأمريكي يهتم بمايكل جاكسون ونجوم هوليوود أكثر من اهتمامه بأحداث العالم

* حوار - فهد الغريري :
اندرو كيلجور وريتشارد كيرتيس دبلوماسيان أمريكيان سابقان تركا ممارسة السياسة في الإدارة الأمريكية ليمارساها نقداً لاذعاً لسياسات هذه الإدارة من خلال إصدار مجلة دورية توصف بأنها متعاطفة مع القضايا العربية والإسلامية وهي مجلة (واشنطن ريبورت لشؤون الشرق الأوسط).
وكان من نتيجة هذه الوقفة الموضوعية أن واجهت المجلة والقائمون عليها ضغوطاً شديدة وخصوصاً من جماعات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية كما صرح بذلك كيلجور الذي وصف هذه الممارسات بأنها حرب خفية من اللوبي اليهودي في أمريكا والذي يثور في وجه كل من تناول إسرائيل بالنقد، وأضافت السيدة بليندا هانلي المديرة التنفيذية بالمجلة أنهم يتلقون اتصالات غاضبة تتناولهم بالسب والشتم كلما صدر عدد جديد من المجلة.
فريق المجلة الذين استثمروا وجودهم في المملكة لزيارة (الجزيرة) أكدوا أنهم ماضون في مشروعهم لفضح الممارسات القمعية للإسرائيليين في الأراضي الفلسطينية وانتقاد السياسة الأمريكية التي وصفوها بأنها شوهت صورة أمريكا لدى العالم وتحديداً الأصدقاء في المنطقة العربية، مشددين على القيمة التي تحملها مواقف المملكة السياسية في المجالين الدولي والإقليمي حيث أشاروا إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي طرحها في قمة بيروت عام 2002م بوصفها الأساس الوحيد لحل النزاع العربي الإسرائيلي.. جاء ذلك في حوار أجرته معهم (الجزيرة) في مقرها بالرياض.. فإلى التفاصيل:
****
بداية كان السؤال حول سبب زيارة الوفد للمملكة، وقال أعضاء الوفد إنهم جاؤوا للتعريف بمطبوعتهم في المملكة مؤكدين أن للمملكة قيمة كبيرة بوصفها قبلة العالم الإسلامي ومركز ثقل سياسي في المنطقة.
* ما أبرز العقبات التي تواجه المجلة؟
- أكد السيد كيلجور أنهم يواجهون حربا خفية من اللوبي اليهودي (إيباك) الذي يعارض كل رأي يتناول إسرائيل بالنقد، بالإضافة إلى العقبات المادية التي تتمثل في امتناع أكبر الشركات المعلنة عن دعم المجلة بالإعلانات في محاولة للضغط على المجلة لكي تقوم بتعديل خطها المناهض لإسرائيل والدافع عن قضايا العرب.
خطورة اللوبي اليهودي
* لماذا فشلت الأصوات الأمريكية المناهضة لإسرائيل وإيباك في توعية المواطن الأمريكي ودفع الشارع الأمريكي للضغط على الحكومة من أجل القضاء على هذه الظاهرة رغم مرور وقت طويل على ظهور هذه الأصوات والتي كان من أبرزها عضو الكونجرس السابق بول فندلي الذي ألف كتابا بعنوان (من يجرؤ على الكلام) فضح فيه ممارسات إيباك في الكونجرس قبل ما يقارب الخمس وعشرين عاما؟
- كيلجور: المواطن الأمريكي لا يهتم بالسياسة الخارجية لبلاده وما يجري في العالم بل يهتم بالشأن الداخلي الأمريكي في المقام الأول. كما أن اللوبي اليهودي يتميز بالتنظيم ويبلغ عدد العاملين في اللوبي حوالي 150 موظف. وأريد الإشارة إلى أن هناك قضية يتم النظر فيها في المحاكم الأمريكية منذ عام 1989 م ضد اللوبي اليهودي (إيباك) حول ضرورة تحديد مصادر تمويل اللوبي اليهودي وأوجه إنفاق المال، تقدمنا بها نحن بمشاركة من السفير الأمريكي السابق في السعودية، ومنذ ذلك العام حتى الآن لم يتم الحكم في هذه القضية. وأضافت السيدة هانلي: الأمريكيون يهتمون بمايكل جاكسون ونجوم هوليود وكرة القدم الأمريكية أكثر من اهتمامهم بأحداث العالم السياسية.
توجيه الإعلام
* ماذا عن وسائل الإعلام؟
- أكد كيلجور أن علينا ألا نتوقع الكثير من الإعلام الأمريكي؛ لأن أغلب وسائله تتم السيطرة عليها عن طريق الشركات المعلنة، وعلقت هانلي أن بعض الشركات المملوكة ليهود تمارس ضغوطا على وسائل الإعلام لإيصال أفكارها إلى المواطن الأمريكي ويتم ذلك باستخدام سلطة المال عن طريق منع الإعلانات عن الجهات الإعلامية المناهضة للسياسة الإسرائيلية كما حدث مع مجلة (واشنطن ريبورت لشؤون الشرق الأوسط) مؤكدة أن الأمر يتجاوز ذلك إلى الضغوط المعنوية، وأضافت: (نتلقى في المجلة اتصالات تهديد وسب وشتم بين حين وآخر وكلها تدور حول ما ننشره من مواد تسهم في كشف الممارسات القمعية لإسرائيل في فلسطين).
* ما مدى قدرة فئات معينة في السيطرة وتوجيه الإعلام الأمريكي؟
- كيلجور: هذا صعب جدا وذلك بسبب وجود عرقيات وإثنيات متعددة في الولايات المتحدة. وأشاروا إلى وجود برنامج تلفزيوني يقدمه إعلامي مؤيد لإسرائيل يدعى بيل كريستول وهذا البرنامج لا يزال مستمرا على الرغم من الانتقادات الشديدة الموجهة إليه. لكن هذا لا يعني أنه قد يتم توجيه بعض وسائل الإعلام عن طريق قوة رأس المال كما ذكرنا.
دور المجلة
* ما دور المجلة في خِضم هذه الحرب الإعلامية الشرسة؟
- أكدت هانلي أن المجلة تقوم بدور لا بأس به وأن عدد القراء يزداد بشكل جيد وخاصة المتصفحين على شبكة الإنترنت؛ حيث بلغ عددهم عشرات الآلاف من مختلف مناطق العالم، وقالت: (إن المجلة بلغ توزيعها خمسا وأربعين ألف نسخة، وإن للمجلة شعبية حتى خارج الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدا في كندا). وأضافت: (تقفز أرقام التوزيع قفزات هائلة عندما ننشر على الغلاف صورة من العراق أو فلسطين تحكي معاناة الشعوب هناك).
* من أين تأتون بالدعم؟
- استعرضت هانلي: (أمامنا صفحة تحمل أسماء المتبرعين للمجلة وتوضح المبالغ التي دفعوها والتي راوحت بين خمسة دولارات حتى مائتي دولار)، وقالت هانلي: (نفرح كثيرا عندما تتبرع لنا امرأة عجوز أو رجل كبير في السن تبدو الحاجة على مظهرهما. إنهم يتبرعون بمبلغ خمسة دولارات فقط، ولكن هذا يعني أنهم مؤمنون بمشروعنا ورسالتنا).
الإدارة الأمريكية
* ما دور سيطرة المحافظين الجدد على السياسة الخارجية الأمريكية في انزلاق أمريكا نحو تشويه صورتها العالمية؟
- قال كيلجور: (إن سيطرة المحافظين الجدد على الإدارة الأمريكية من أهم الأسباب التي قادت الولايات المتحدة نحو الفشل في العديد من مناطق العالم ومن أبرزها ما يحدث في العراق).
* رغم أن فيلم مايكل مور (فهرنهايت 11-9) لاقى نجاحا كبيرا وشعبية واسعة إلا أنه لم ينجح في إفشال فوز بوش بالرئاسة الأمريكية لفترة ثانية، هل فعلا الشارع الأمريكي لا يهتم بالسياسة الخارجية أم أنه يعشق القوة والعنف الذي يمارسه بوش؟
- كيلجور: (هذا غير صحيح، بوش انتصر ليس لأن قراراته وسياساته صائبة وناجحة؛ بل لأن منافسه جون كيري كان ضعيفا ولم يستطع إقناع الشارع الأمريكي).
هانلي: (كان كيري متقلبا ومتناقضا؛ فهو يقول اليوم كلاما لينقضه غدا وهذا الأمر أفقده ثقة الشارع الأمريكي).
* ما توقعاتكم لمستقبل أمريكا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا؟
- قال كيلجور: (إن هذا سؤال صعب)، وأضاف: (نستطيع أن نقول: إننا متفائلون في حال قدوم رئيس آخر غير جورج بوش، وفي هذه الحال أعتقد أن أمريكا ستكون في أحسن حال، وسوف تصحح من الأخطاء التي ارتكبتها في مناطق عديدة من العالم).
* وماذا عن مستقبل منطقة الشرق الأوسط؟
- أكد أعضاء الوفد أنهم متفائلون بأن هذه المنطقة ستتجاوز أزماتها وأن هذا الانغلاق في الأفق العربي سيتبعه انفراج في المستقبل القريب.
(واشنطن ريبورت لشؤون الشرق الأوسط) في سطور
(واشنطن ريبورت لشؤون الشرق الأوسط) في سطور
* تصدر 9 مرات سنويا من العاصمة واشنطن دي سي وتركز على الأخبار والتحليلات التي تتناول الشرق الأوسط والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
* يقوم بإصدارها المجلس التعليمي الأمريكي، وهي مؤسسة غير ربحية يرأسها مسؤولون متقاعدون في الخارجية الأمريكية لتقديم معلومات دقيقة ومتوازنة للمواطن الأمريكي فيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية مع دول الشرق الأوسط، ومن بين أبرز من عملوا فيها السناتور الراحل وليم فولبرايت والسناتور الأمريكي تشارلز بيرسي. ولا يتقاضى أعضاء مجلس إدارة المجلس التعليمي الأمريكي الذي يصدر المطبوعة أية رواتب مقابل خدماتهم.
* تعتبر مجلة (واشنطن ريبورت لشؤون الشرق الأوسط) أن قرار مجلس الأمن 242 الذي دعمه سبعة رؤساء أمريكيين حل مقبول للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved