* رحم الله شيخَنا الفاضل عثمان بن ناصر الصالح، فقد تأهّل مبكّراً للسُّموِّ الإنساني في دماثة الخلق ونُبل التعامل مع كلِّ الناس!
***
* رحم الله، أبا ناصر الصالح، فقد كان (علماً) للأُبوّة الحانية، والصداقة الباقية، وكان مورداً فذّاً للحكمة والرأي الرشيد.
***
* رحم الله فقيدَنا الكبيرَ، شيخَ المربِّين .. ومربِّي (الشيوخ)، فقد خدم التربيةَ بإخلاص منذ شروق فجرها الأول، يوم كنّا نحبُو إلى المدارس حبواً، وكان قدوةً فضْلى للحزم بدون جور، وللحلم بدون ضعف، وللِّين بدون ضعة!
* *
* رحل عنا شيخُنا الصالح إلى جنّة الخلدِ بإذن الله .. بعد أن عَمَر القلوبَ حباً، والأفئدة إعجاباً، والنفوسَ حضُوراً تعطِّره رفاهيةُ النُّبل، وشَهْدُ اللِّسان!
***
* أحبّ الناس .. بلا تكَلُّف .. فأحبُّوه بلا حدود، كان يمنح زائرَه من حنانه زهواً، ومن تواضعه رفْعةً، ومن أدبه سُموّاً، فأقبلَ الناس يهفون إليه بأفئدتهم ويحتفون به، حاضراً وغائباً!
***
* كان كلَّما زرتُه في (اثنينيته) وفي سواها يغمرني بغيث من إنسانيته أكاد أراه يتدفّق من بين يديه ومن أعماق قلبه، وعبْر دُرَر كلامه!
* *
* وحين سنّ (اثنينيته) الشهيرة، أمَّها الناسُ من كلِّ فجٍّ، فيهم المسئولُ والمثقفُ والأديبُ ورجلُ الأعمال وطالبُ العلم وعابرُ السبيل، كانوا يُقبلون على (اثنينية) الصالح .. ليلتقوا بالرجل الصالح، ويشهدوا معه منافعَ من الفكر والمعرفة، وكان نجلاه الكريمان، بندر وعبدالإله، (مهندسا الإثنينية) يحرصان على استقطاب المحبِّين للمعرفة في كلِّ (أمصارها)، وكان لكلٍّ منهما من إشراقة أبيه نصيبٌ، حلاوة في الكلام، وإبداع في التعبير!
***
* كانت ظروف عملي تحبسني أحياناً عن حضور (الاثنينية) تلبيةً لدعوة كريمة من الأب الصالح، فيصرّ الأخ بندر، بتحريض جميل من أبيه الكريم، على حضوري .. ولو عَبْر كلمة مكتوبة، فلا أجد أمام إصراره مفرّاً ولا ملاذاً، فأكتبها لتُقرأ نيابةً عني، وكان ذلك الفعل يوقدُ في قلبي شموعاً من الفخر والاعتزاز.
وبعد.
* فقد رحل المربِّي الفاضل عثمان الصالح إلى الدار الآخرة، وترك لنا إرثاً كبيراً من العمل الصالح والذِّكر النبيل في خدمة هذا الوطن، ولا يبقى لنا من عزاء بعد الله، نحن محبِّيه وعشّاقَ مجلسه، سوى الحديث عن نُبل خلقه، و(فروسية) أدبه في التعامل مع الناس بحبٍّ لا يعرف حدوداً!
* لم يبقَ لنا من عزاء بعد الله سوى الدعاء له بالمغفرة ولأنجاله وكريماته وآل بيته الكرام بالصبر والسّلوان، ثم الرّجاء أن يكرِّموا ذكره وذكراه بمبرّات الخير.. والعمل الصالح، مثوبةً له عند الله وأجراً!
***
* أخيراً، ألتمسُ ممّنْ بيده الحل والعقد أن يكون الشيخ عثمان بن ناصر الصالح رحمه الله (الفارس الثقافي) لمهرجان الجناردية القادم بإذن الله، تكريماً له، وإحياءً لذكراه، فقد وهب من نفسه الكثير، في مجال التربية والتعليم .. وكرَّسَ شطراً عريضاً من حياته لخدمة المعرفة والثقافة، فليس كثيراً عليه أن يُكَرَّمَ .. جزاءً لما بذل وما أعطى!
|