Wednesday 29th March,200612235العددالاربعاء 29 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
سياحة مؤجلة
نورة المسلّم

أكتب هذا المقال وأنا لا أعلم حقيقة ما هي معايير وشروط التأشيرة السياحية لدخول المملكة للأجانب، كل ما تعلّقت ذاكرتي به هو إذا لم يكن الضيف أو الزائر قادماً لعمل يثبت ذلك، فعليه أن يبحث عن صديق يوجِّه له دعوة للزيارة!
أقول هذا بعد أن رأيت الكثير من السيّاح الأجانب، والذين لا يعرفون الكثير عن المملكة، وهم يتساءلون عن كيفية زيارة المملكة بهدف السياحة فقط.
هناك جانب مهم أغفلناه منذ زمن، وهو تنشيط هذا الجانب رغم معرفتنا بوجود هيئة رسمية هي هيئة السياحة وبالمرونة المحدودة لتنقلات المعتمرين والاستفادة من وجودهم سياحياً واقتصادياً، ولكن تظل هذه الجوانب غير كافية، ولا تليق ببلد كبير كبلادنا، ومجرد أن تقيّم المسألة من قبل المسؤولين عنها، فإنها في حال اعتمادها ستصبح وجهاً مشرقاً وواضحاً له فوائد متعدِّدة كثيرة.
قبل أيام قرأت تصريحاً لمسؤول كويتي يذكر فيه السماح للمقيمين الأجانب بدخول الكويت دون تأشيرة، ونعلم أيضاً أن دولاً خليجية أخرى تمنح تأشيرات دخولها من المطار كدبي مثلاً، وربما كان هناك آخرون يطبِّقون نفس النظام، وهذا القرار لا علاقة له بسواد عيون الزوَّار أو تعدّد ألوانها، بل هو قرار يصب في خزينة الاقتصاد للدولة، التي يفترض أن تعدّل شيئاً من هذه الجوانب التي تؤكِّد أن الحصول على تأشيرة للدخول للمملكة يتطلب جهداً خارقاً وعلاقات شخصية ربما لا يملكها السائح العادي غير المسلم بحجة الدخول للمملكة بهدف تأدية شعيرة دينية، ولا صديق أو رجل أعمال يوجّه له دعوة شخصية للزيارة.
بلادنا مليئة بالأماكن السياحية التي لا أشك أبداً في جهد هيئة السياحة على تطويرها، لكن المجهود يبقى ناقصاً ما لم يفتح باب التأشيرات للسياحة والزيارة، وهو كما ذكرت سابقاً ما سيعود على الحركة الاقتصادية والتجارية مباشرة.
لدينا جانب مفتوح في هذا المجال ولا خيار للجهات المسؤولة أمام سلبياته التي تتضاعف، وهي فتح باب العمرة وتأشيرات الحج السنوية، والتي أن نطقت الإحصاءات أم لم تنطق باتجاهها، فإن الحقيقة أن من حج ولم يعد تنطبق على آلاف البشر يعملون ويمارس بعضهم الجريمة تحت غطاء التستر، وهو ما كلَّف الجهات الأمنية الكثير من الجهد، بل أضيف إلى ذلك أن العمالة المتخلفة هي الأكثر أجراً وخصوصاً العمالة المنزلية، وهو الإغراء الصريح لمزيد من التخلّف والتستر والجرائم أيضاً، فلماذا لا نختصر المسألة ونبتكر نظاماً جديداً كمعظم البلدان وتصبح السياحة جزءاً مهماً من حياة الناس وتجارتهم كما هي في سائر الدول الأخرى بشروط وقوانين تحمي جميع الأطراف، وحتى لا تبقى السياحة أو زيارة المملكة حلماً معلقاً على ذمة الدراسة!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved