Sunday 9th April,200612246العددالأحد 11 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
صالحوها!
نورة المسلّم

نفوسنا بحاجة إلى بعض الوقت منا، نكاشفها، نتعرف على مكامن الخلل ونقيم بعض الأخطاء.
قد تبدو بعض أحوال الغربة التي تسيطر علينا أحيانا، امتداداً لغربة داخلية وذات مهجورة لا نعاودها بالسؤال ولا نمنحها شيئا من المصارحة.
حين نكتشف أخطاءنا وحين نتلمس مكامن النقص التي نعاني منها، فإننا نتلخص من وهم كبير بالكمال وعدم تقبل آراء غيرنا ولا اختلافهم ولا ألوانهم.
عملية (الجرد) الذاتي المستمرة هي حالة صحية، وتمرين واقعي على تقبل آراء الآخرين، والاعتراف بالتقصير سمة أو خطوة للتكامل، وهناك من تنتهي علاقتنا بهم بمجرد أن نلمح إلى نقدهم أو الاختلاف معهم، وهو ما يؤكد أن الإنسان بحاجة إلى نفسه أكثر من حاجته إلى الآخرين، ولا يعني ذلك الانفراد المؤبد بها وتجاهل ما حوله، بل كي نتعرف على ماذا نريد وأي اتجاه نسير بتقييم ذاتي وسريع وصريح لكل أفعالنا اليومية.
هناك من يدركون ما هي مهمة الضمير، وأنه للتأنيب والترشيد ولولا هذا الشعور لتساوت المخلوقات جميعها في تصنيف شعوري واحد، ومن أجل ذلك تميز الإنسان وتفرد على سائر المخلوقات بما كرمه الله من عقل وإحساس وملك للأرض.
هناك من يعيشون في عالم منفصل تماما عن أنفسهم وضمائرهم، يهيمون في هذه الدنيا بعلاقة خارجية خاوية، تحكمهم أهواؤهم بلا هدى أو بصيرة، رغم أن الغالبية تبدو في مظاهر متناسقة خارجيا وهندام لا يمكن أن يشعرك بالنفور، لكن دواخلهم تعج بالفوضى ولا تدرك أي منطق أو هدف يتحدثون به معك.
قيل إن الإنسان يعيش غريبا ويموت غريباً، وهذه المقولة لا تصح دائما، فطالما فجرت أعمال الإنسان وطاقاته حدود ومنابع حوله، لكنها بالتأكيد لا تبقى كما هي حالما يفنى من الحياة وينتهي، ربما تخلدت مآثر الإنسان وربما بقيت فترة من الزمن، رغم ذلك تفنى مضامين الرعاية لمن يتولون ذكر الإنسان عقب رحيله بفنائهم أيضا، ومن هنا تبدو أهمية العناية الشديدة بأنفسنا وبتصرفاتنا وبأثرنا على الغير حتى لو بكلمة عابرة نسوقها هنا أو هناك بلا أدنى مسؤولية، ورغم ذلك لا يمكن أن نشعر حجم الانفصام أو الأذى الذي يمكن أن نسببه لغيرنا. نفوسكم بحاجة إليكم، بحاجة إلى دقائق منكم، كاشفوها، وصارحوها، وتعلموا أن الإنسان لا يمكن أن يجد من هو صريح معه أكثر من نفسه، أما الأخطاء فهي علامة (الصح) حتى إن كان اللوم قاسيا!.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved