Monday 10th April,200612247العددالأثنين 12 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
العراق تحت رحمة من؟
نورة المسلّم

حين اعترفت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس باقتراف بلادها آلاف الأخطاء التكتيكية في العراق، لم تكن قد أتت بجديدٍ، فالبلد المختطف لم يعد بحاجة إلى تقييم وضعه المنهار، ولم يعد بحاجةٍ إلى قراءة تحليلية تشير إلى مكمن العبث والخطأ، بل إن اعتراف السيدة رايس يؤكد أن تلك الأخطاء لم تكن تكتيكية ولا عفوية ولا عن طريق المصادفة، فأكثرنا يعلم أن الاجتياح الأمريكي دخل العراق بحجة تصفية النظام السابق وتحويل نظامه من حكم ديكتاتوري محض إلى حكم ديمقراطي، والحقيقة التي يعيش تفاصيلها كل من يتابعون الأخبار ويراهنون على الوقت بأنه الفيصل في هذه المسألة، ان أخطاء الولايات المتحدة لم تكن تكتيكية ولا عبثية بقدر ما انها وضعت المنطقة بأسرها في إناء واحد من الفوضى، فوجود هذه الحالة الهستيرية من العبث السياسي إشارة إلى واقع فرض نفسه بالقوة، ولم يعد للمنطق أي دور فاصل هنا.
لابد من إشارة ذهنية في تبرير قوى التحالف لنتائج ما يحدث بفرض الديمقراطية في المنطقة، وبهذا النموذج السيئ في العراق، بأن صدام حسين الحجة العلنية لن يكون آخر حجة تستباح فيها البلدان، فالتلميحات تشير إلى وجود أكثر من ديكتاتور وأكثر من بلد في المنطقة تختزن أسلحة الدمار الشامل، فهل كان العراق تجربة فقط لتجارب أخرى قادمة؟
إضافة إلى أن ما يحدث الآن داخل العراق وبين فصائله لا تفسير له أو تصنيف سوى أنه حرب أهلية صريحة على الرغم من اختلاف المبررات والتسميات! لقد كانت القراءة واضحة جداً لمسألة العراق منذ مضي العام الأول على سقوطه مغشياً عليه بين أيادي قبضة القوة، وكان واضحاً أيضاً أن مجرد طوي ورقة العام الأول دون استقلال واضح ستجر خلفها أعواماً أخرى، وصلت إلى أعوام أربعة حتى الآن.
فمن يدري إلى متى سيستمر الحال، ومن هو الديكتاتور القادم الذي سيكلف المنطقة فوضى سياسية وحرب عصابات وقطاع طرق على ذمة الأخطاء التكتيكية القيادية التي لا نعرف أي عددٍ من الآلاف وصلت، ربما كان هذا ليس المهم، بل المهم هو الفترة المراحل الزمنية التي ستستمر بهذه الحالة والتي لا يصطلي بها شعب العراق وحده، بل المنطقة بأسرها، وهي تعيش حالة من الترقب القلقة على الرغم من كل هذه المهدئات كمسلسل المحاكمة الشهيرة لأبطال هذه المأساة وعلى رأسهم صدام ورفاقه ولا أحد يعلم حقيقة مستقبل هذا البلد وتحت أي رحمة يعيش!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved