Tuesday 11th April,200612248العددالثلاثاء 13 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
ملينا
نورة المسلّم

لا جديد حول القضية المتفجرة اجتماعياً وهي قيادة المرأة للسيارة، ولا خلاف حول الجدل الساخن الدائر بسببها، لكن الغريب أن تناقش هذه القضية على قنوات تلفزيونية ليست محلية، وهي تستضيف أطرافاً من المجتمع متعاكسين في الرأي ليمتد بساط الجدل والصراخ أحياناً!
قناة ال (ال بي سي) اللبنانية كانت آخر واحدة استضافت نساء ورجالاً سعوديين أدلوا بدلوهم وتعاركوا واتفقوا وتجملوا بالجملة الأخيرة (أتفق معكم تماماً ولكن ما هي الضوابط والكيفية)؟
هذا البعد الاجتماعي لقضية محلية محضة أشبعت نقاشاً وجدلاً وكان ضحاياها قد تعرضوا للقذف والشتائم وهتك الأعراض بمجرد أنهم ألقوا الفكرة على طاولة عامة كالدكتور محمد آل زلفة، لماذا تتجاوز حدود طرحها، وإذا كان الجدوى من التكرار عله يخرج بنتيجة ما، فلماذا لا تكون طاولة الحوار على القناة السعودية؟ لماذا تتسلل قضايانا وتتسرب خارجياً، لما لا يتبنى الإعلام السعودي القضية محلياً رغم أنها شبه يائسة؟ أو تترك للزمن يحلها بنفسه حتى يستمع المسؤولون إلى أن هذه القضية كغيرها من القضايا لا يمكن أن تحسم بالنفي أو الإيجاب بقرار سياسي، يجيزها، وبالتالي تترك لحرية الناس أنفسهم؟
كل شيء لدينا يتحول إلى قضية دون النظر إلى أبعاده وحجمه، نفتح الأبواب للصراخ والشتائم ونترك الأمور معلقة بشكل مثير للضحك، رغم أن قضية كهذه يصبح أمر تعليقها شيئاً يحسب علينا لا لنا، فهي حرية شخصية صرفه، ومن لا يريد لأهله القيادة فلن يقودوا!
هناك قضايا أهم من مثل هذه القضية، قانون الأحوال الشخصية فيما يتعلق بالمرأة وحقوقها لازال بحاجة إلى تطوير ودراسة بعض أجزائه، النساء المطلقات اللاتي يذهبن إلى الضياع دون حقوق من الزوج ويتوج ذلك بأخذ الأطفال الذين أصبحوا ضحايا لعنف الأب وزوجة الأب، كما قرأنا قصة الطفلة (غصون) التي قتلت ضرباً وتعذيباً على يد الأب وزوجته، وهي ذات التسع سنوات لمجرد أخذها من مطلقته، هذه قضايا تدمي الفؤاد، وتنحر ما تبقى من أمل في إعادة الحقوق والاستقرار الإنساني والاجتماعي للمجتمع، بيوت تتدمر بسبب ورقة معلقة بيد الزوج، هناك أزواج مطلقون لا يخرجون إثبات هوية لأطفالهم نكاية بالأم فيحرمون الأطفال من التعليم والخدمات العامة ويصبحون عثرة في لبنة بناء المجتمع السوي والسليم.
أوجاعنا كثيرة، والاعتراف بها ليس خطأ، كما أن تصحيحها أيضاً ليس حرجاً ولا انتقاصاً من الأداء الرسمي الذي يخضع للتطوير والدراسات المتوالية في كل أنحاء العالم، لسنا منزهين تماماً، لكننا نغفل عن قوانين نامت في رفوفها منذ زمن ولم نعاودها بينما يدفع بنا الزمن قدماً!
أصبحنا نختصر آلام وآمال المجتمع في قضية يسخر منا الآخرون بسببها، تفردنا بمثل هذا، ولدينا جماهير تعادل جماهير الرياضة التي اشتهر شبابنا بهوسها، جماهير أخرى على الجانب الآخر تفننت في السب والشتم والتهديد بهتك الأعراض إن فتح أحدهم فمه وقال شيئاً عن الحقيقة.
قيادة السيارة للمرأة، صخبها ضجيجها لا يحتاج لكل هذه المساحات، ولا للصراخ والحجج، ومعادلات الاستضافة للضيوف التي مللنا منها كاستضافة كاتب وسيدة وشيخ دين ومن ثم (الميدان يا حميدان) ماذا بعد؟ لا شيء، باختصار شديد، المسألة يجب أن تحسم بقرار سياسي وكلنا يعلم ذلك، لكن الحسم هنا، بنعم أو لا، ولو سألت أي سيدة عن رأيها فيما يجري لقالت (ملينا)!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved