|
|
انت في |
لا أظن أنني سأمنح نفسي الفرصة يوماً ما، أن أستبدل رأسي برأس آخر، ولا أظن ذلك ممكناً حتى لو رحنا نتخيله أفلاماً وسيناريوهات، فعملية الاستبدال أو النقل (رأساً برأس) لا نظن أنها ستنجح - لو تمت - لغياب مؤثّرات خارجية أخرى، مثل: البيئة والتجارب والثقافة والخبرات والتي ما تفتأ تشكِّل تفكير الإنسان على طول الخط.فيكفي أن نعرف أن الخارطة الذهنية ليست بالضرورة هي الواقع، فما يراه الآخر في ذهنه ليس بالضرورة ما أراه أنا، كما أنه ليس بالضرورة أن ما يراه هو الحقيقة المطلقة، ولكن الغريب في الأمر، ورغم أننا نعرف استحالة تحقيق هذا العمل حتى في عالم المجاز، إلا أننا نشاهد شيئاً من ذلك على أرض الواقع، نرى أناساً رهنوا عقولهم لآخرين، واستبدلوها بعقول غيرهم، وأصبحوا يسيرون كالقطيع، يتجهون حسب ما يراه الراعي، الأمر الذي تضخمت معه الذات الآمرة وطغت وتجبّرت، وأصبحت كما هي حال فرعون الذي قال: (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ) (29) سورة غافر.عملية الاستبدال فكرة غير مقبولة، ولكنها تتم بكثرة على أرض الواقع، الكثير يرفضها ولكنهم يمارسونها بشكل لا واعي، الكل يعتز (برأسه) ولكنه في حقيقة الأمر يسير (برأسه غيره)، ولا ندري كيف نضبط هذه المعادلة: (فكرة لا يمكن تحققها مجازاً، ولكنها تحدث في الواقع بشكل ملموس). |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |