Wednesday 19th April,200612256العددالاربعاء 21 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
الهلع النووي
نورة المسلّم

أين تقع إيران؟ أليست قريبة جغرافياً من كل دول الخليج التي أصابها الهلع النووي من امتلاك إيران للسلاح النووي؟
خوف الجيران له ما يبرره، عطفاً على الإرث الإيراني مع معظم دول المنطقة، وخصوصاً أن مناطق خليجية لا تزال محور خلاف مع إيران كجزيرة أبو موسى الإماراتية.
وبعيداً عن الخوف المنطقي، ما الذي جعل الجارة تقفز على الحواجز غير المألوفة وتفاجئ الجميع وتعلن نوويتها؟ أليس في هذا إشارة إلى غياب عنصر مفقود في الاستراتيجية العسكرية والعلمية لدى دول الخليج القلقة الآن؟ كيف مضى الوقت والأموال المتوفرة من النفط في المنطقة تذهب دون استغلال جيد لإنشاء مراكز الأبحاث العلمية والعسكرية لتطوير هذه الدول وترشيدها حتى في القوة العسكرية، وإن لم تكن ذاتية فلتكن علمية استشارية حتى في عملية شراء الأسلحة وليس بالضرورة الاختراعات المدمرة.
اعتقد أن أزماناً تولت ومراحل سميت بالطفرة النفطية قبل ظهور المشاكل الأخرى التي تعاني منها المنطقة الآن، قد ذهبت دون استغلال واضح، بدليل شح الخبراء والعلماء والاستشاريين في هذه النواحي العلمية والاستراتيجية العسكرية، أو على أضعف الإيمان جلبهم مزيداً من الخبرة والاستنارة العلمية الملحة من العالم العربي الذي يعاني من شح المراكز العلمية لعدم توفر الدعم المالي رغم وفرة العقول وربما إغرائها للاستفادة منها في هذا الوقت تحديداً، بدلاً من الاستمتاع بالمفآجات ومن ثم (الولولة) والقلق من الهستيريا الإيرانية النووية.
من حق الجيران أن يبدو قلقهم من الجار المتفجر في أي لحظة، وهو ما يعني مجهولاً غامضاً، خصوصاً أن إسرائيل ستبقى الشماعة والهدف وفي منطقة الخليج تحديداً، حين أثبت صدام حسين ذلك في حرب الخليج الأولى، فرغم أن إسرائيل كانت العدو المعلن الذي أشبعه تهديداً، إلا أن صواريخ سكود كانت تتجه إلى الرياض والمملكة عموماً، بينما لم تتلق إسرائيل أكثر من صاروخ أو اثنين أخطأتا الهدف.
السيناريوهات الشبيهة هي عادة ما تجعل الناس تتعلق بالمقارنات وتخشى من المجهول، والتبرير أحياناً لا يجد له منطقاً خصوصاً حين يتعلق بإسرائيل، أما قلق الجيران من جارتهم فله أسباب كثيرة أهمها تأرجح العلاقات والتوجهات الإيرانية مع دول المنطقة بشكل عام، ولن ينسى العرب ما وعدهم به صدام قبل غزو الكويت من استرجاع فلسطين بأسلحته المدمرة، لكنهم فوجئوا أنه ذهب لاحتلال جارة صغيرة نائمة، ومنذ ذلك الوقت والمنطقة بأسرها تغرق في مشاكل ما زالت حتى الآن تعاني من آثارها!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved