Thursday 18th May,200612285العددالخميس 20 ,ربيع الثاني 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الاقتصادية"

في الاقتصاد في الاقتصاد
إيقاع ورؤية مستقبلية
د. سامي الغمري

يتابع كثير منا مباريات الدوري السعودي، ولكن ألم يحدث لك أن انشغلت عن متابعة إحدى المباريات لفترة قصيرة من الوقت لتعود فتجد إيقاع المباراة قد تغير تماماً، وأن أحد الفريقين أصبح يسيطر على المباراة ومسجلاً أهدافاً على الفريق الآخر؟ ألم تتعجب حينها كيف حدث هذا التغير المهم في إيقاع المباراة؟ شيء غريب ولكنه يحدث، فكل فريق رياضي له إيقاع معين في المناورة والأداء. الآن ما علاقة مباريات الدوري في كرة القدم بالمنافسات في عالم المال والأعمال؟ ما ينطبق على إيقاع الفرق الرياضية السعودية يسري مفعوله أيضاً على إيقاع الشركات السعودية في تنافسها على اجتذاب العملاء والمشترين، فإيقاع الشركات التي تتبع أسلوب تطوير منتجاتها وطرح الجديد بين حين وآخر والترويج عنها في فترات زمنية متتالية يختلف تماماً عن إيقاع الشركات التي تغيب عن السوق وتبعد عن عملائها بانشغالها بمشروعات عقارية خارج مجالها الأساسي. فالشركات الأولى تفرض إيقاعها الخاص عن الشركات الأخيرة في توجه السوق الوجهة التي تريدها والظهور أمام المستهلكين في أحسن حالها الاستثماري. كما أن الشركات الأولى يصبح لها حاضر راسخ في أذهان العملاء، أما الشركات الأخيرة فهي تحتل الركن الهامشي في المنافسة لعدم تفرغها الكامل في تحديث منتجاتها. وهناك العديد من الشركات التي نجحت في السابق، ولكنها تراجعت مكانتها التجارية نتيجة لعدم قدرتها على التعامل مع الحاضر الجديد وعجزها عن رؤية المستقبل. وهناك أيضاً العديد من الشركات الجديدة التي تطورت وأثبتت قوتها التنافسية بين عمالقة في فترة قصيرة من الزمن، ذلك لأنها ركزت على المستقبل أكثر من منافسيها. نتساءل: ألم يخطر ببال الشركات التي تُعاني من تراجع حاد في مبيعاتها مثلاً ما إذا كان عليها الإعلان عن منتجاتها عبر الإنترنت؟ ألم تفكر فيما إذا كان الوقت قد حان لجلب تقنية أكثر حداثة مما لديها وتطوير شكل ونوع منتجاتها المتكررة القديمة؟ هذه الأسئلة تتضمن التساؤل عن شيء واحد، هو علاقة المنتجات وتطويرها وترويجها لاجتذاب العملاء، فإما شركات متطورة حديثة تنتهج أسلوب إرساء إيقاع محدد للتغير في مجال صناعاتها تفرضه على باقي الشركات المنافسة وتحفز به موظفيها على بذل أقصى ما لديهم في العمل بجعلهم يعتادون السرعة والوفاء في أعمالهم اليومية، وإما شركات تقليدية يعمل فيها موظفون يقضون شهوراً في الأعمال الروتينية لتحويل الموارد إلى مشروعات عقارية، ويقضون سنوات في إهدار الوقت للتخطيط لتلك المشروعات التي قد لا ترى النور أو لن ترى السوق، وهي هنا شركات تقليدية لها إيقاع الطريقة العقيمة التي لا تصدر أو تنتج منتجات جديدة للمواطن السعودي إلا نادراً فسرعان ما تضمحل قواها وتنهار.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved