* الجزائر - محمود أبو بكر:
بعد غياب دام بضعة سنين وفي خضم التضييق الذي تعاني منه الجماعات الإرهابية المسلحة، اقدمت الجماعة السلفية للدعوة والقتال، أمس على وضع قنبلة تقليدية الصنع بوسط مدينة بومرداس (شرقي الجزائر) ، في محطة للقطار، حيث انفجرت القنبلة في الثامنة والنصف (وهو وقت الذروة للمسافرين من وإلى مدينة بومرداس التي تقع على بعد 150 كم شرقي العاصمة)
وخلف الانفجار الذي هز المدينة الساحلية، إصابة شرطيين يشرفان على تنظيم حركة المرور بإصابات خفيفة لكونهما كانا بعيدا عنها، نقلا على أثرها إلى المستشفى الرئيسي لبومرداس. وأشارت المصادر إلى أن الشرطيين قد غادرا المستشفى بعد تلقي العلاج.
وعقب وقوع الحادث سارعت وحدات الأمن مدعمة بفرقة من الشرطة العلمية وضباط مختصين في تفكيك القنابل، إلى إجراء تمشيط أمنى واسع النطاق، وسط تردد معلومات عن احتمال وجود قنابل موقوتة أخرى بالقرب المركز التجاري للمدينة، وبعد عملية تطويق كل المنافذ المؤدية من وإلى مفترق الطرق، باشرت المصالح المختصة في تفتيش دقيق مس جميع الأماكن المشكوك ،غير أنها لم تعثر على قنابل أخرى - حسب مصدر أمني -، بينما تحدث مواطنون للصحف المحلية عن تفكيك قنبلتين تقليديتين من قبل الوحدات الأمنية. وتأتي هذه العملية الإرهابية إثر العمليات الأمنية المشددة التى تمكنت من القضاء على عدة إرهابيين منهم أمير سرية في أعالي بلدية عمال، (تميزار مولود)، و(م. بونيس) ببلدية دلس ولاية يومرداس وهو معروف بنشاطه الإرهابي الخطير، إضافة إلى عدة إرهابيين آخرين في الثنية وبني عمران وعمال وبرج منايل، وتدمير عشرات المخابئ باستعمال الجيش الجزائري أجهزة متطورة لمراقبة تحركات عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الرافضة لمساعي السلم والمصالحة الوطنية التى نالت ثقة أغلبية الجزائريين.
ويعتقد المراقبون أن تكون عناصر من الجماعة السلفية التى تتمركز بالمناطق الجبلية بالقرب من بومرداس وتتخذ المنطقة كقاعدة خلفية هي الضالعة في الانفجار الذي استهدف وسط المدينة.
ويشير المتتبعون لظاهرة العنف المسلح بالجزائر، إلى أن هذا الانفجار لا يعني عودة حقيقة لاستراتيجية التفجيرات التي توقفت منذ عدة سنين، بل هو تعبير عن الحصار المضروب على الجماعة السلفية والتضييق الأمني عليها، ويؤكد المختصون أيضا أن تكون هذه العملية محاولة للفت النظر من قبل الجماعات التي تعرضت لنزيف بشري حاد بين عناصرها التي ما فتئت تنتهز الفرصة للاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة.
|