* دمشق - عبدالكريم العفنان - موسكو - الوكالات:
بعد أقل من أسبوع على إحباط العملية الأولى لتنظيم جند الشام الإسلامي في محافظة الرقة شمال شرق سورية هاجمت صباح أمس مجموعة مسلحة موقعا حيويا في وسط العاصمة دمشق محاذيا لمقر التلفزيون السوري وفرع الأمن الجنائي وفندق الشيراتون، وقد صرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السورية لوكالة الأنباء (سانا) أنه تم التعامل مع أفراد المجموعة الإرهابية، وأن الاشتباك أسفر عن مقتل أربعة من المسلحين وجرح اثنين وإلقاء القبض على أربعة آخرين.
وأضاف المصدر أن أحد عناصر الأمن استشهد وجرح آخران، وما زال التحقيق جاريا مع أفراد المجموعة الإرهابية المعتقلين، وأوضح أنه قد صودر من الإرهابيين عشر بنادق أميركية الصنع مع مدخراتها وذخيرة إضافية لها بالإضافة إلى عبوات متفجرة مصنعة محلياً وأشرطة تسجيل لخطب ومواعظ دينية وأسلحة أخرى.
وأضاف المصدر أنه من خلال التحقيقات الأولية الجارية مع الإرهابيين تبين أنهم حتى شهر رمضان الماضي كانوا يتبعون إحدى الطرق الصوفية ثم التحقوا بجماعة تكفيرية وجرى تأمين السلاح لهم من دولة مجاورة للقيام بأعمال تخريبية تستهدف بعض الأهداف الحيوية والمصالح الوطنية، وأكد المصدر أنه سيتم تقديم الإرهابيين المعتقلين إلى القضاء المختص بعد استكمال التحقيقات معهم.
ولم تحدد التحقيقات الأولية هوية الجهة المسؤولة عن الهجوم أو الدولة الداعمة له، لكن مصادر متابعة رجحت أن يكون تنظيم جند الشام الإسلامي وراء العملية.
وعرض التلفزيون السوري مشهداً لجثث المسلحين الأربعة، وقال: إن هذه المجموعة كانت مسلحة ببنادق من طراز ام 16 أمريكية الصنع والموجودة في سوريا وجاءت على ما يبدو من دول مجاورة.
وقال فايز الصايغ مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون السورية: إن دورية للشرطة شاهدت المسلحين واشتبكت معهم في ساحة الأمويين التي توجد بها حراسة مكثفة في وسط دمشق.
وأردف قائلاً: إنها منطقة رئيسة بدمشق ومليئة بالمنشآت الأمنية والفنادق والمباني الحكومية الأخرى.
وأضاف، إن قوات الأمن تعاملت بشكل فعال مع المجموعة مثلما يظهر من عدد الإصابات في صفوف أفرادها.
وقالت أجهزة الإعلام السورية الرسمية في بادئ الأمر إن المسلحين استهدفوا مبنى مهجوراً في المنطقة ولكنها لم تذكر سبباً. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم المذكور.
واشتبكت القوات السورية مع متشددين عدة مرات في العام الماضي وعادة خلال مداهمات لاعتقالهم.
وأعلنت السلطات في ديسمبر كانون الأول أنها عثرت على مصنع للقنابل في مدينة حلب الواقعة في شمال سوريا يعود لجماعة متشددة قالت السلطات إنها كانت تراقب مسؤولين حكومين ومنشآت رسمية.وقال المحلل السياسي ثابت سالم: إن من المحتمل أن يكون المسلحون الذين تورطوا في حادث اليوم الجمعة أعضاء في تنظيم متشدد مشابه للتنظيمات التي واجهتها السلطات في الآونة الأخيرة.
من جانب آخر أفادت صحيفة كومرسنت الروسية أمس الجمعة أن روسيا تعتزم إقامة قاعدة بحرية دائمة في سوريا قد تعوض القاعدة التي تستأجرها حالياً في أوكرانيا بمنطقة القرم، الأمر الذي سيؤمن لها موقعاً استراتيجياً متقدماً في البحر المتوسط.وأفادت الصحيفة استناداً إلى مسؤول في سفارة روسيا بدمشق فلاديمير زيمين، إن موسكو بدأت أشغالاً لتعميق ميناء طرطوس وتوسيع ميناء اللاذقية.
وأضافت الصحيفة، إن روسيا تبحث عن حل بديل لقاعدة سباستوبول الأوكرانية المطلة على البحر الأسود والتي تستأجرها حتى العام 2017 وقد تضطر إلى مغادرتها. وقد بدأت البحرية الروسية باستخدام ميناء طرطوس كنقطة ارتكاز تقنية لسفنها الحربية في المتوسط منذ السبعينيات. وأضافت كومرسنت لأول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي ستنشئ روسيا قاعدة عسكرية خارج الحدود السوفياتية السابقة الأمر الذي سيتيح لها أن تلعب الدور السياسي الذي يناسبها في الشرق الأوسط.
وأكدت الصحيفة استناداً لمسؤول في وزارة الدفاع الروسية أنه يبدو أن قاعدة طرطوس محمية بنظام دفاعي روسي مضاد للطائرات على المدى البعيد وهو اس-300 بي. مو-2 فافوريت الذي يمكن أيضاً أن يحمي قسماً كبيراً من الأراضي السورية.
|