Saturday 3rd June,200612301العددالسبت 7 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

حيفا لنا حيفا لنا
عادل علي جوده/ رئيس لجنة الأقاليم والاتصال - تجمع الأدباء والكتّاب الفلسطينيين

رغم أنه لم يمضِ على إطلالة (تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين) أكثر من سنتين، إلا أنّه، عبر لجانه المختلفة المتفرعة عن لجنته التحضيرية، يخطو خطوات مهمة في مشوار الإنجازات، وهو في سبيل المضي قدماً نحو تحقيق المزيد، بإذن الله، يسير بعزيمةٍ لا تعرف الكلل، وإصرارٍ لا يقبل الملل، وروحٍ لا توقفها الحواجز ولا القيود.
بالأمس القريب أُنشئ التجمع، على أيدي نفر ممن امتزجت دماؤهم بالهم الفلسطيني، ومنذ لحظة الولادة سخّر الله له جمعاً مميزاً من الشباب المخلص، وبدأت مسيرة التخطيط والعمل والإنجاز، ورغم عراقيل الغربة والبعد الجغرافي، وتواضع الإمكانات المادية المتاحة، إلا أنه استطاع أن يجمع شمل العشرات من أدباء فلسطين ومثقفيها المنتشرين في مختلف الأمصار.. فازدادت الهمة وكبرت الآمال، وفي لمح البصر، قياساً بعمر الزمن، وضع التجمع أولى بصماته في مجال تقدير المبدعين وتكريمهم؛ فأنشأ جوائز سنوية تحمل أسماء لشهداء الحركة الثقافية الفلسطينية، لقد كان موضوع الجوائز فكرة تدغدغ الأمنيات، إلا أنها، بحول الله، ثم بسواعد الأوفياء، سرعان ما أصبحت الفكرة حقيقة، وكان أول شاهد على هذه الحقيقة هو (نادي غسان كنفاني) بمركز جفرا بمخيم اليرموك، في دمشق الإباء، بتاريخ 28-3-2006م حيث أقام التجمع احتفالاً، أو لنقل عُرساً ثقافياً كبيراً، بمناسبة توزيع هذه الجوائز على أول ثلاثة فائزين بها، وكانت هذه الجوائز، وهي عن العام 2005م، على النحو الآتي: (جائزة الشعر) وتحمل اسم الشهيد كمال ناصر؛ وفاز بها الشاعر عبدالكريم عبدالرحيم، و(جائزة السرد) وتحمل اسم الشهيد غسان كنفاني، وفاز بها القاص عدنان كنفاني، ثم (جائزة الصحافة والأبحاث والفنون) وتحمل اسم الشهيد ناجي العلي؛ وفاز بها الباحث حسن عبدالله.
وتخلل الحفل توزيع ديوان (يا بحر) للشاعر الفلسطيني الكبير حكمت العتيلي؛ إحياء لذكراه في أربعين رحيله (بعيداً عن أرض الوطن) عن عمر يناهز الثمانية والستين عاماً، رحمه الله وجمعنا به في مستقر رحمته.
وعلى تراب أرض فلسطين الغالية، واصلت (لجنة الإعلام والنشر والعلاقات العامة)؛ وهي إحدى اللجان الأساسية في التجمع، من خلال شبابها وشاباتها الموجودين هناك، عقد نشاطاتها الثقافية المختلفة؛ وكان أول هذه النشاطات عبارة عن ندوة ثقافية لفتت إلى موضوعها أنظار العالم، أقيمت بتاريخ 18-9-2006م في (جامعة النجاح)؛ إحدى منارات العلم والمعرفة والثبات في (جبل النار)؛ مدينة (نابلس) العريقة، تحت عنوان (الهوية الثقافية الفلسطينية بعد الاندحار من غزة.. مدلولات وانعكاسات).
وعبر شبكة الإنترنت أعلنت اللجنة عن انطلاق إنجازين ثقافيين مهمين؛ يتمثل الأول في (شبكة الوثائق الأدبية الفلسطينية) لتكون خزانة تستضيف النتاج الفكري لكافة أعضاء التجمع، وسيرهم الذاتية، وأخبارهم، ونشاطاتهم، وإصداراتهم، ومواقعهم الإلكترونية الشخصية، وقد زود الموقع بمساحة وافية لاستيعاب مراحل النمو المختلفة للتجمع، وستتسع الشبكة لتشمل إبداعات أبناء فلسطين عبر تاريخها العميق، وتتجه النوايا نحو عمل موسوعي إلكتروني عبر هذه الشبكة الفريدة من نوعها.
أما الثاني فيتمثل في (شبكة حيفا لنا)، وكانت صرختها الأولى مجلة أدبية فكرية ثقافية شهرية تحمل الاسم نفسه؛ (مجلة حيفا لنا)، لتكون وعاءً يحكي الأرض والتاريخ والشعب، ويسرد بالصورة والكلمة قصة الكفاح والتحدي، ويرسم بالفكر والإرادة درب الحرية والتحرير، ويجمع أبناء التجمع بإخوانهم وأشقائهم مفكري الأمتين العربية والإسلامية، وبأصحاب الكلمة النزيهة على اختلاف ألسنتهم ومعتقداتهم؛ إذ ستعمل المجلة، بمشيئة الله، على ترجمة إبداعاتهم ونشرها، وقد صدر العدد الصفري (التجريبي) للمجلة في مايو - أيار 2006م، ومع مطلع الشهر التالي؛ يونية - حزيران 2006م، ستشع أنوار العدد الأول بإذن الله.
وقد يقفز إلى ذهن القارئ الحبيب حول مسمى (حيفا لنا) تساؤل كريم يقول: (لماذا: حيفا؟)، وبالطبع قد لا تتسع مساحة النشر هنا للإجابة الشاملة على مثل هذا التساؤل الكبير، لكن، ولأبعث الراحة إلى صدر قارئي أقول؛ وقع الاختيار على (حيفا) ليس لأن جذورها تمتد في عمق الأرض إلى ما قبل التاريخ؛ ولعل الكثير يعرف قصة الهياكل البشرية التي تعود إلى العصر الحجري والتي عثر عليها الباحثون في أراضيها، وليس لأن العرب الكنعانيين هم أول من سكن (حيفا) وشيدوا بدايات حضارتها، وليس لأن كلمة (حيفا) عربية أصيلة وتعني (شاطئ أو ناحية)، وليس لأنها متشبثة باسمها (حيفا) محطمة كل الأسماء التي أطلقها عليها الآخرون، وليس لأنها ثالث أكبر مدينة فلسطينية بعد عاصمتنا المقدسة (القدس) ومينائنا التاريخي (يافا)، وليس لأنها تمثل عروس البحر الأبيض المتوسط مع شقيقتها (عكا) وتوأم روحها (جبل الكرمل) والمدن الساحلية الأخرى، وليس لتميزها بموقع تجاري تغار منه أعرق الموانئ وأهمها على الإطلاق، وليس لأنها مكنز الآثار على مر العصور، وليس لأنها عانقت (الحجاز) و(القاهرة) عام 1905م عبر شبكة سكة الحديد المذهلة الممتدة بينها وبينهما، وليس لأن ميناءها تشابكت دقاته وتناغمت أنفاسه مع (ميناء الإسكندرية) على أيدي العثمانيين عام 1908م، وليس لأنها منتهى شريان الحب والعطاء؛ أقصد خط أنابيب بترول العراق السليب، وأخيراً، وليس بالأخير قارئي الحبيب، ليس لأنها احتضنت الشيخ البطل (عز الدين القسام) وهو يعد العدة لحركة جهادية أسطورية خلدها التاريخ بمداد من السمو والإعزاز. أقول؛ ليس لكل ذلك فقط، بل أيضاً، وباختصار شديد، لأنها لنا، لأنها أرضنا وأرض أجيالنا السابقة واللاحقة، لأنها قطعة من كبد الحقيقة، قطعة من فلسطين، ورمز لكل شبر من أرض فلسطين، ففلسطين - بسمائها وبحرها وأرضها، بحدودها من النهر إلى البحر، وبمختلف تقسيماتها التي وضعها الغاصبون والمتآمرون؛(غزة وأريحا، قطاع غزة، الضفة الغربية، القدس الشرقية، القدس الغربية، أراضي الـ48، أراضي ما قبل 4 حزيران 67، خارج الجدار، داخل الجدار) - كلها على الإطلاق لنا؛ شاء من شاء وأبى من أبى، ورحم الله شهداءنا الأبرار.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved