Saturday 3rd June,200612301العددالسبت 7 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

حفلاتنا المدرسية.. والمؤشرات الإرهابية حفلاتنا المدرسية.. والمؤشرات الإرهابية
فوزية ناصر النعيم - عنيزة

تتكدَّس في آخر العام الدراسي الحفلات الختامية المدرسية التي يتم فيها تكريم القيادات (ولا أعرف هنا معنى قيادات) وتكريم الطالبات الناجحات والمثاليات (ولا أعرف أيضاً ماذا يُقصد بمثاليات)، ولا أدري حقيقة ما هي مقاييس المثالية والقيادية في مدارسنا.. يعكف على إعداد برامج الحفل بعض المسؤولات وتختلف فقرات الحفل من مسؤولة لمسؤولة كل حسب اتجاهاتها.. وأريد هنا أن أُركِّز على الاتجاهات الخاطئة التي أرى ويرى كثير مثلي أنها اتجاهات سلبية خاطئة تنمي الفكر التطرفي وتدعو إلى قوقعة عمق الزجاجة التي لا يمكننا الخروج منها إلا بكسر الزجاجة.. كل شيء ممنوع ومحرَّم في هذا الاتجاه بدءاً بالوقوف للسلام الملكي وانتهاء بنشيد الوداع.. فعندما تصدح الطالبات بالنشيد الوطني نقف إجلالاً للوطن وتقديراً لهذا المعنى العظيم... قليل منا من يلتفت من الصف الأول إلى الصفوف الخلفية.. إلا من تريد الاصطياد في الماء العكر (مثل محدثتكم) فنُفاجأ أن الصفوف الخلفية تجلس قدماً على قدم وتهز قدمها الأخرى بشكل تهكمي لا يمثِّل الوطنية ولا حتى بشعرة معاوية بل ويهزأن بالوقوف ويرينه عادة تقليدية جاءت من الغرب ولا بد من محاربتها.. (عجباً) الوقوف لهذا الوطن الشامخ أصبح أمراً يستهان به!!!
وفي نهاية الحفل لا يسلم الشخوص الواقفون من توجيهات الصفوف الجالسة في محاولة فاشلة لتغيير الفكر.. (هذه واحدة) الأخرى.. نلمح في دخولنا صور ولاة الأمر شامخة شموخ الحقيقة تتحرك لها كل مشاعرنا.. نستمد منها الأمان والشعور بالطمأنينة وحينما يبدأ الحفل... لا نراها.. ثم يصلنا يقيناً بأن هناك أيادي عبثت بوجودها وأخفتها عن الأنظار بحكم عدم مشروعية الصور والتصوير كما يزعمن... هذه أخرى.. إليكم الطامة الكبرى يتحوَّل الحفل من تكريم.. إلى صراخ وعويل... فتيات في سن الابتدائية يصرخن بشعارات وألفاظ أجزم بأنهن لا يفقهن منها شيئاً سوى.. (أن المخرج عايز كده)، والنتيجة مخرجات فاشلات علمياً، ناجحات في التنظير واعتناق الفكر السلبي الخارج عن الطبيعة إلى جانب المشاهد المسرحية التي تتحدث عن أمور نعرفها بالفطرة فنحن لسنا من كوكب آخر جئنا هذه اللحظة لنعتنق الإسلام.. كان حرياً بمؤسساتنا التربوية أن تحوّر هذه المشاهد إلى أسلوب تربوي يغرس المبدأ ويدفع للعمل الصائب بعيداً عن التطرف والإقصاء.. ثم إن هممت بالتصفيق فسوف يأتيك من التصفيق ما تحمر منه وجنتاك، فبعض الطوائف ترى أن التصفيق من عمل الشيطان.. والشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً.. ثم إذا قلَّبنا بطاقات الدعوة.. نجدها تحوي العديد من الأوامر التي نعمد أن لا نخالفها لأننا ملتزمون بالمبدأ وبالفطرة..
1) الرجاء إبراز البطاقة.. ونحن قوم لا نذهب بلا دعوة ونؤمن تماماً بقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا}.
2) الالتزام بالزي المحتشم... ونحن لا نرى في حفلاتنا الرسمية من تتعرّى أو تخلط بين المناسبات الرسمية وحفلات السهرة، وندرك تماماً أن جلابيب زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم أضفت علينا وقاراً وحياءً، ومن تخرج عن هذا فهي تمثِّل بيئتها..
كثير من الأخطاء نجدها في محافلنا لا يجرؤ أحدنا على نقدها لأننا فوراً متهمون بالفكر التحرري والدعوة للفساد علماً بأن الفساد تمثِّله طائفة انتحارية خرجت من هذه المحافل بأفكار إرهابية فأصبحت تكفِّر وتفجر دون أن يكون لديها وازع أو رادع... الله سبحانه وتعالى جعلنا أمة وسطاً.. بقوله جلت قدرته: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}، ونحن مع الأسف داخل هذا الضجيج نميل كل الميل وننادي بشعارات عجيبة تبني داخل عقول أبنائنا معتقدات خاطئة وتهيئهم لمرحلة الموت التي تتم تحت الأنقاض بفعل قنبلة موقوتة طلباً للشهادة.. وبئس الشهادة التي تأخذ معها أنفاساً بريئة بين شيوخ وأطفال وشباب في مقتبل العمر ذهبوا ضحية إرهابي تتلمذ على أيدي بقايا الحروب الأفغانية.. ألم يقل تعالى عن هذا كله {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ}.. إذاً أين حق النفس الذي جعله الله بمثابة حقه على البشر، بل وكان في مقدمة الحقوق، فمتى عرفت حق نفسك ستدرك تماماً حقوق المولى عز وجل.. لا بد من نظرة ثاقبة في منهجية التعليم لدينا، التي تتبلور أمامنا جلية في محافلنا الختامية... نعم وحدها كافية هذه الحفلات لندرك من خلالها ماذا يتعلَّم أبناؤنا...!!!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved