|
|
انت في |
يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) هل تأملت أخي الحبيب إلى هذه الآية التي يذكر الله في بدايتها مناداة للمؤمنين فهي ليست للكافرين وإنما للمؤمنين، إنه قد يكون من أزواجهم وأولادهم عدو للمؤمنين، ولهذا قال بعدها فاحذروهم!! العجيب أن أكثر الناس يتخيل في ذهنه العداوة من كل شخص، لكن يصعب عليه أو قد لا يصدق أن أقرب الناس إليه ولده قد يكون عدوا له، عداوة عظيمة، وأن الله حذر منها تحذيرا واضحا، كما في الآية ذكر ابن كثير في تفسيره نقلا عن مجاهد قال: (يحمل الرجل على قطيعة الرحم أو معصية ربه) فترى الخصومات وقطيعة الرحم بسبب زوجته التي تقول له كلاما أو أولاده يفعلون فعلا فاسدا، فيقف معهم بغير بحث عن الصواب وقد يفعل المنكرات ويشتري المحرمات لأن زوجته طلبت منه ذلك، أو طلب أولاده ذلك وهذا واقع للأسف عند بعض الناس الذي يريد فقط أن يحقق طلبات زوجه وأولاده مهما ترتب عليه أو تحمل بسببه ومع ذلك يرى أن فعله هو الصواب، وأن الحق مع زوجه وأولاده دائما، بل إن الله بين ذلك أكمل بيان في الآية التي بعدها فقال تعالى: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ) بمعنى حصر الأموال والأولاد بأنهم فتنة واختبار ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه فهل نحذر من هذا العدو إذا أمر بقطيعة رحم أو بشراء محرم أو فعل منكر أو الذهاب إلى مكان محرم فنطيع الله ولا نوافق الزوجة أو الأولاد على ذلك المحرم، أو تكون الأخرى.. ونقول: لابد أن نفعل الحرام من أجل الزوجة أو الأولاد فهم مسلمون والقلب يحبهم ولا يمكن مخالفتهم ونبحث عن أعذار وهمية من أجل تنفيذ طلباتهم فنخسر غاية الخسارة ونسأل الله أن يصلح الأزواج والأولاد مع ملاحظة أن كلمة أولاد تشمل البنين والبنات فبعض الناس قد يضعف عند إلحاح ابنته أو حتى عند دمعتها والله المستعان. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |