جاء الصيف بإجازته السعيدة - إن شاء الله- وجاءت معه ليالي الأفراح تلك الليالي التي تأنس بها النفوس وترتاح، وبها تخرج بعض الأنفس عن ضوابطها فتجد ما هو محرم لدى البعض حلالاً لا حرمة فيه في تلك الليالي والعلة على حد قولهم (نحن في فرح افعل ولا حرج) ومن ذلك لبس النساء في تلك الأفراح!!، ففي تلك الليالي الملاح من النساء من تتفنن في العري وظهور المفاتن وكأنها عارضة أزياء التهتك والمجون لا امرأة محترمة حاضرة إلى زواج محترم!!، وهذا التعري لا شك أنه صورة مؤسفة لبعض النساء المسلمات اليوم أجد مقابلها تلك الصورة المشرفة لتلك المرأة المسلمة وهي تلك الصاحبية الجليلة التي تكره العري والتكشف!!، وقصتها يرويها لنا الصحابي الجليل عطاء بن أبي رباح حيث يقول قال لي عبدالله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني أصرع وإني أتكشف، فادع الله تعالى لي، قال: (إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك) فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله ألا أتكشف، فدعا لها) متفق عليه.
ألا توافقني عزيزي القارئ أن ثمة تباين كبير جداً بين تلك التي تتبرج في أيامنا هذه إلى حد الافتتان بها وبين هذه الصحابية الجليلة التي قرنت رضي الله عنها صرعها بتكشفها فقالت: (إني أصرع وإني أتكشف) ولم تقل: (إني أصرع) فقط!، وذلك يعني أنها لا تحمل هم الصرع وحده بما فيه من الألم الجسدي والنفسي المترتب على ذلك المرض الذي يؤثر عليها من رأسها إلى أخمص قدميها حيث تهتز بكل عنف وكل ألم من أثر ذلك الصرع الذي تقع بعده بدون اختيار منها حيث لا حراك لها بل غيبوبة تامة عن كل ما حولها إلى درجة أنها تنكشف عورتها ومفاتنها وهي في غيبة عن ذلك كله!!، ومع ذلك كله تلاحقها بعد ذلك الفصل المؤلم من الرهق النفسي والألم الجسدي جراء نظرات الآخرين التي لا تخلو من تنقص أو ربما شماته، وذلك يعني أنها - رضي الله عنها - تحمل مع ذلك كله هماً آخر يماثله ألا وهو التكشف!!
إنها تتكشف ولكن بغير إرادتها وتشتاق إلى الستر شوق الأرض العطشى للماء وتكره العري وتفر منه بكل ما أوتيت من قدرة، وذلك بقولها (إني أتكشف، فادع الله ألا أتكشف)!! نعم هي تتكشف بغير إرادتها وبعض النساء اليوم يتكشفن بارادتهن بل يتبارين أيهن تبدع تكشفاً وتبرجاً في تلك الليالي الملاح وغيرها من المناسبات!!
حقاً إنه تباين واضح سره وجوهره الإيمان الذي قد رسخ رسوخ الجبال في قلبها رضي الله عنها حتى غدت ترى الستر فضيلة، الذي في ظل غيابه من نساء اليوم من تُرى عكس ذلك حيث ترى الستر رجعية وتخلفاً والعري تقدماً وتطوراً!! إنه انتكاس المفاهيم وفساد الفطر ونتاج متوقع لاتباع خطوات الشيطان وأتباعه!!
|