Friday 9th June,200612307العددالجمعة 13 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"أفاق اسلامية"

مطالباً بالتجديد لجذب الشباب مع استخدام التقنية.. د. محمد العريفي لـ( الجزيرة ): مطالباً بالتجديد لجذب الشباب مع استخدام التقنية.. د. محمد العريفي لـ( الجزيرة ):
المراكز الصيفية والمخيمات الدعوية تحصّن الشباب وتوعيهم.. ولم تخرّج يوماً متطرفاً أو متشدداً

* الدمام - عيسى الخاطر:
طالب فضيلة الدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي عضو هيئة التدريس في كلية المعلمين في الرياض بالاهتمام بشريحة الناشئة والشباب، ووضع البرامج المناسبة لهم والتواصل معهم، والنظر إلى حاجاتهم، خاصة في ظل الظروف والأحداث المستجدة في هذا العصر، مشدداً على أن مرحلة الشباب تتسم بكثرة الطاقات.
وأنه إذا لم توجه هذه الطاقات التوجيه الصحيح فقد يوجهها بعض المفسدين توجيهاً خاطئاً، أو يبدأ كل شاب اتخاذ قرارات معينة لتوجيه قدراته إلى أساليب قد لا تكون مناسبة أحياناً، بأن تكون غير مناسبة شرعاً، أو عرفاً، أو أمنياً إلى غير ذلك من المخالفات.
******
ورأى فضيلته أن المراكز الصيفية والمخيمات الدعوية التي تقوم عليها جهات رسمية، سواء من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، أو وزارة الداخلية، أو وزارة الشؤون الاجتماعية، أو غيرها من الجهات، بها نفع كبير لهذه الشريحة المهمة في المجتمع، خاصة أن القائمين عليها أشخاص موثوق بفكرهم وتوجهاتهم يحرصون على العناية بالشباب وتشجيعهم، مؤكداً أهمية التجديد في أعمال وبرامج هذا المركز لجذب الناشئة والشباب واستعمال التقنيات الحديثة لعرض مختلف البرامج ومنها البرامج الدعوية حتى تؤتي أكلها وثمارها.
ونفى العريفي ما يردّده بعض المغرضين من أن المراكز الصيفية التي تقام في مختلف مناطق المملكة مصادر للتشدد والتطرف الديني أو محاضن لها، وقال: إن المراكز الصيفية عموماً ترعاها هيئات ووزارات رسمية وضعتها الدولة يقوم عليها رجال مختصون لديهم قدرات ويبنون قراراتهم على دراسات واستشارات، فليست المراكز الصيفية من مدرس جاء وتولى أمرها، بل هذا لديه قرارات وأمور وأساليب وأنظمة يسير على أساسها، كما أن المراكز لم تعرف هذا الفكر الذي ذكروه فوجود هذا الفكر الذي خرج به بعض شبابنا لم يقل أحد منهم إنه أخذه من المناهج الدراسية، أو المراكز الصيفية، فكل من حقق معه من هؤلاء الشباب ذكر أن له بعض الاتصالات عبر الإنترنت، أو عبر لقاءاته بعدد من الناس خارج هذه البلاد، واقتنع بأفكارهم، مشيراً إلى أنه لا يذكر من خلال ما نشر أو من خلال من قابلهم أن أحداً منهم قال: إنني أخذته من مركز صيفي، أو من حلقة تحفيظ، أو من مدرسة، إنما أخذوه أحياناً من بعض العلاقات التي تؤدي إلى مثل هذا التصرف!!
وفي الصدد نفسه، طالب الدكتور بتوجيه الاهتمام والنظر إلى حاجات الشباب ومراعاتها والعناية بإصلاحها مثل التحدث معهم فيما يتعلق بالأمور العاطفية، مهيباً بالشباب أن يفكروا بعقولهم لا أن يفكروا بعاطفتهم، وأن يحذروا من اتباع الشهوات، قال عليه الصلاة والسلام: (لا يأتيكم زمان إلا كان الذي بعد منه أشر منه حتى تلقوا ربكم - عز وجل -)، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (يأتي زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر)، وينبغي الاستشعار بأننا في آخر الزمان؛ فالشهوات تعرض الآن بتنوعها وتنوع أساليبها وسلاسة الوصول إليها.
ودعا الشباب إلى النظر والأخذ بما يقوله علماؤهم ومشايخهم وولاة أمرهم وأن يكون لهم أثر في هذه الأمة، وأن يكون لهم أثر في الإصلاح، وأثر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بطلب العلم والابتكار والاختراع لعل الله ييسر أمرهم، مبرزاً أهمية دور رجال العلم في إيضاح المنهج الخاطئ وتصحيح المفاهيم لدى الشباب، حيث إن العلماء كلفهم الله تعالى بما لم يكلف به غيرهم.
وكما قال الله تعالى: (وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ)، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (مَن سُئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة)، فدلّ هذا على أهمية تعليم العلم للناس وأهمية دعوتهم إليه.
وحول مدى مواكبة مناهجنا لتطلعات الشباب ودورهم في زرع المواطنة وتأصيل المعتقد الصحيح، أكد فضيلته أن مناهجنا - ولله الحمد - منذ سنوات أخرجت لنا علماء، وأطباء، ومهندسين، ومبتكرين، وها هي الساحة الآن مليئة بأمثال هؤلاء الناجحين الذين أول ما نشأوا على مناهجنا، فالتجديد الذي يكون في المناهج والتطوير لا بأس به، مثل إدخال علوم تتعلق بالكمبيوتر وبالإنترنت، وتتعلق بالتعاون مع بعض الابتكارات الحديثة لا بأس أن يوجد هذا في المناهج، ولكن أهم شيء أن لا ينقص شيء من المعتقد الذي يدرس للطلاب أو الطالبات وأن لا يغير شيء من الدين، وأن لا تغير بعض الأحكام الشرعية بناء على ضعف المسلمين وقلتهم أمام أعدائهم، فالدين الذي أنزله الله - سبحانه وتعالى - على نبيه - صلى الله عليه وسلم -، بل الدين الذي أنزله الله أول ما خلق الخلق هو الدين الذي سيبقى إلى قيام الساعة، لا يمكن أن يغير فيه، أو يبدل، أو يطور، وكما قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)، فكل الأنبياء إنما بعثوا بمثل هذه الرسالة.
ورأى الدكتور العريفي أن القنوات الفضائية الإسلامية فتحت بابا حسنا من أبواب الخير الذي تحتاج إليه الأمة، منبهاً إياها إلى عدم الوقوع في المخالفات الشرعية، مؤكداً أن هذه القنوات لها تأثيرها، لكن ينبغي علينا أن نحسن التعامل معها، وأن ينضبط الشخص بالضوابط الشرعية عندما يقدم شيئاً في مثل هذه القنوات، وأن لا يدخل في عينه غبار الشهرة، فيبدأ أحياناً يغير في الشريعة، أو في الفتاوى، أو نحو ذلك، بل يقول الحق، والشيخ الذي يقدم يجب أن يعتني بتطوير نفسه وتطوير قدراته، ويتعلم فنون الإلقاء، وفنون التعامل مع الكاميرا، وفنون الاتصال وإلى غير ذلك، حتى يكون له تأثيره، مضيفاً أن الصوت الإسلامي بدأ ينتشر الآن، وحذر في ختام حديثه من أن كثيراً من القنوات الفضائية الفاسدة أحياناً التي ربما يغلب فيها الشرّ على الخير تتصل ببعض الدعاة، وتطلب منهم بعض البرامج لأنها لاحظت أن إقبال الناس على الخير زائد وطاغ؛ فاضطرت إلى مواكبة السير في ذلك.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved