Saturday 10th June,200612308العددالسبت 14 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"متابعة "

فيما زارت ( الجزيرة ) أسرة المعلمة المُصابة في حادث الجنوب فيما زارت ( الجزيرة ) أسرة المعلمة المُصابة في حادث الجنوب
خادم الحرمين يأمر بنقل المعلمة منيرة الحمياني لمستشفى الحرس الوطني

* الطائف - متابعة - فهد سالم الثبيتي:
غمرت أسرة المعلمة منيرة بنت عبد الله الحمياني الفرحة والسرور إثر المتابعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - لحالتها وحالة زميلاتها بعد تعرضهن لحادث مروري أليم وقع الاثنين الماضي على طريق الجنوب، وعبروا عن امتنانهم واعتزازهم بهذه المتابعة التي كان لها الأثر الطيب في صدور التوجيهات السامية بنقلها لمستشفى الحرس الوطني في جدة بطائرة الإخلاء الطبي وتقديم العناية اللازمة لها، كما قدموا شكرهم لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وكذلك شكرهم وتقديرهم لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، الذين غمروا كامل الأسرة بمتابعتهم لوضع ابنتهم الصحي.
رغد وفيصل طفلان في عمر الزهور ودعتهما والدتهما المُعلمة منيرة بنت عبد الله الحمياني (26 سنة - مُعلمة المواد الدينية في مجمع الصُمان في بني مالك جنوب الطائف) التي أصيبت في حادثة الحافلة المنكوبة، وكانت تعينت قبل عامين في المدرسة على بند محو الأمية كمتعاقدة براتب لا يزيد على 2500 ريال يذهب نصفه للسائق الذي ينقلها للمدرسة والباقي لمستلزماتها المدرسية.. كان طموحها مفعما وكبيرا بحبها لأن تخدم وطنها وأن توصل ما تعلمته لبنات جيلها رافعةً بذلك راية حُبها لمليكها وحبها لأعظم رسالة ألا وهي رسالة الأنبياء
قُبيل سفرها للمدرسة التي تبعد عن الطائف قرابة 180 كم جنوباً قبلت طفليها عند الساعة الرابعة فجراً وضمتهما إلى صدرها دون أن تشعر بتزايد كل هذا الحنان منها تجاههما إلا أن شعور المؤمنة طرأ عليها حيث قالت لزوجها في الليلة التي سبقت الحادثة: سأتأخر عليكم غداً وبالفعل تأخرت ولكن ليس بالمدرسة بل في الحادث المؤسف، فبدلاً من أن تعود إلى بيتها وأطفالها عادت إلى المستشفى لا تعلم عن الدنيا شيئاً، وبقيت تنتظر رحمة الله سبحانه وتعالى.
(الجزيرة) قامت بزيارة خاصة لأسرة المعلمة المُصابة الذين أعربوا عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله الذي كانت لفتته الحانية أبلغ من الوضع الذي يعيشونه والألم والحزن الذي اجتاحهم، وابنتهم ترقد على السرير الأبيض وهي غائبة عنهم، وأكدوا أن لفتة المليك - رعاه الله - خففت من مصابهم وأزالت أحزانهم وهم يعلمون بأن ابنتهم هي ابنته ويهمهُ أمرها وهذا ليس بغريب عن ملك الإنسانية الذي احتوى بعطفه وكرمه ولطفه ورعايته كل القلوب.
راجي بن حميد الحمياني عم المعلمة المُصابة يقول: منيرة زوجة ابني توفيَ والدها العام الماضي وبالفعل كان يوماً عصيباً علينا عندما وقع الحادث يوم الاثنين الماضي حيث أخفوا عني الخبر ولم أعلم عنه إلا بعد إفطاري كوني كنت صائما وعلى الفور طلبت منهم أن يوصلوني للمستشفى وعندما رأيتها على السرير وهي غائبة عن الدنيا لا تعلم عن من حولها رفعت يدي لله سبحانه وقلت: (الحمد لله على قضائك وقدرك، وإنا لله وإنا إليه راجعون). عندها تذكرت اليوم الذي سبق الحادث حيث التقيت بها وقالت لي: (يمكن أتأخر بكرة بسبب أعمال الاختبارات) وبالفعل تأخرت ونحن كنا مطمئنين كونها أبلغتنا عن ذلك إلا أن تأخيرها كان بسبب الحادث الأليم الذي أفجعنا.
ولفت العم راجي إلى أن المعلمة منيرة كانت حريصة على أن تخدم وطنها حتى أنها كانت تطمع في أن تُثبت على وظيفة رسمية كمعلمة دون أن تبقى على بند التعاقد حتى أنها دوماً كانت تشكو من بعد المسافة ذهاباً لمدرستها والتي اعتبرتها سفرا شاقا وكانت قلقة وخائفة لما تُشاهده من حوادث تُصادفها ذهاباً وإياباً إلا أن القدر شاء ولا مردّ له وسأل المولى - عز وجل - أن يمنّ عليها بالشفاء العاجل وأن يُعيدها لأسرتها وأطفالها، فيما أعرب عن اعتزازه وشكره لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - للمسته الحانية التي غمر بها كل العائلة باهتمامه ورعايته لها وتوجيهه الكريم بتقديم أفضل الخدمات الصحية لها ونقلها لمستشفى الحرس الوطني فيما شكر سمو ولي العهد الأمين كما شكر صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية على متابعته وجهده تجاه ابنتهم المعلمة، والذي انتهى بنقلها لمستشفى الحرس، كذلك شكر صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة على متابعته المستمرة لحالة المعلمة وزميلاتها فيما جدد شكره للمسئولين بوزارة التربية والتعليم وعلى رأسهم معالي الوزير الدكتور عبد الله بن صالح العبيد ولسمو نائبه للبنات الدكتور خالد بن مشاري المقرن آل سعود على اهتمامهما ومتابعتهما الدائمة وتوجيهاتهما والتي كانت محل التقدير.
ويقول رجا الله بن حميد الحمياني عمها الآخر: لقد تلقينا الخبر ببالغ الأسى والحزن ولا نستطيع القول إلا أن هذا قضاء الله وقدره.. نزورها بشكل مستمر ونسأل الله أن يمنّ عليها بالشفاء وأن يُعيدها لزوجها وأطفالها، فيما أكد خطورة طريق الجنوب الذي حصد أرواحا وأزهق أنفسا ويتم أطفالا، وقدم شكره لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على رعايته للمعلمة ولزميلاتها كافة، وقال: هذا ليس بغريب على قائدنا وسندنا عبد الله.
أما زوج المعلمة خالد راجي الحمياني الذي سلم أمره لله سبحانه وتعالى فقال: أنا مؤمن بقدر الله وأذكر اللحظات الأخيرة التي رأيتها فيها قُبيل مغادرتها المنزل عند الساعة الرابعة فجراً عندما قبلت أطفالها وهم نائمون في ذلك اليوم والذي تحول إلى فاجعة.. أسأل الله العلي القدير أن يمنحنا القوة لتجاوزها وأن نهنأ بعودتها، وأشار إلى أنه يقوم بانتظارها عند نقطة تفتيش الجنوب لدى دخولها الطائف في اليوم الذي لا يوجد به عمل كونه من منسوبي القوات الجوية حيث يأخذها من سيارة النقل ويوصلها للمنزل، وفي هذا اليوم يقول: كنت أتصل بها أكثر من مرة وذكرت لي أن لديها أعمال تصحيح وبعض اللجان بالمدرسة، وأنها سوف تتأخر في عودتها إلى أن كرر الاتصال مرة ومرات حيث كان الجوال مغلقاً لحين وصلهم خبر أن زوجته تعرضت مع زميلاتها لحادث على طريق الجنوب.
يقول بعدها: لم أعد أعرف ماذا سأفعل حيث ضممت طفلي ثم انطلقت أنا وبعض إخواني إلى المستشفى وانتظرنا وصولها بالإسعاف وبعد رؤيتي لها انهمرت الدموع وتذكرت قولها: (سأتأخر عنكم هذا اليوم)، وعرفت أنها في حالة حرجة ولا ينقصها إلا دعاؤنا لها بالشفاء.
طفلت المُعلمة (رغد - 5 سنوات، وفيصل - سنة ونصف) كانا يسألان عن والدتهما، واستغربا عدم رؤيتها فيما هجرا ألعابهما وفرحهما البريء بحثاً عن والدتهما وكلهما أملاً بعودتها رافعين أعينهما والابتسامة تكاد تنطلق من شفاههما وهما يقولان: (شكراً بابا عبد الله).
هذا وقد تلقى (راجي بن حميد الحمياني اتصالاً هاتفياً من نائب وزير التربية والتعليم للبنات سمو الأمير الدكتور خالد بن مشاري المقرن آل سعود أكد له متابعته حالة المعلمة المُصابة والحرجة، وقال لهم سموه: أنا سعيد بإتاحة الفرصة لأن أتحدث معكم وأسأل الله العلي القدير أن يمن عليها بالشفاء العاجل، وأخبرهم بأنه على استعداد تام لإيصال أمر نقل المعلمة للمكان الذي تراه أسرتها مناسباً لها، وأنه ينتظر ذلك منهم في أقرب وقت لحين قام مدير عام التربية والتعليم للبنات في الطائف سالم بن هلال الزهراني بالتنسيق مع أسرة المعلمة عن المستشفى الذي يرغبون نقل ابنتهم إليه حيث اتفقوا على مستشفى الحرس الوطني، وبدوره أبلغ سمو نائب وزير التربية والتعليم للبنات والذي أوصل الأمر للجهات العليا لحين صدور التوجيه السامي والكريم بنقلها من الطائف لمستشفى الحرس الوطني بجدة بواسطة طائرة الإخلاء الطبي.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved