انتقادات دولية واسعة النطاق لواشنطن ومطالبتها بمراعاة حقوق الإنسان
الاتحاد الأوروبي: (الانتحارات) تحتم إغلاق سجن غوانتانامو السيئ الصيت

* لوكسمبورغ - واشنطن - الوكالات:
تصاعدت موجة احتجاجات دولية واسعة النطاق على الأوضاع في معتقل غوانتانامو الأمريكي بعد إعلان واشنطن عن انتحار ثلاثة من نزلائه، وطالب محتجون يمثّلون حكومات وجماعات إنسانية بإغلاق هذا المعتقل السيئ السمعة، وكان أبرز المحتجين الاتحاد الأوروبي.
فقد أعلنت وزيرة الخارجية النمساوية اورسولا بلاسنيك، التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أن الاتحاد الأوروبي سيكرر الطلب من الرئيس جورج بوش غلق سجن غوانتانامو خلال قمة الاتحاد الأوروبي - الولايات المتحدة في 21 حزيران - يونيو الجاري في فيينا.
وقالت بلاسنيك في ختام اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ إن (على الحكومة الأميركية اتخاذ تدابير لغلق غوانتانامو في أسرع وقت ممكن، وأن يتم الحفاظ على معايير حقوق الإنسان في مكافحة الإرهاب).
وكانت الإدارة الأمريكية زعمت أن مواطنين سعوديين ويمني شنقوا أنفسهم بملابسهم وأغطية الأسرّة في زنازينهم المحاطة بأشد إجراءات أمن يوم السبت الماضي ليكونوا أول سجناء يلقون حتفهم في غوانتانامو منذ أن بدأت الولايات المتحدة إرسال المشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة أو حركة طالبان الأفغانية إلى المعتقل المقام في كوبا في عام 2002 .
لكن الإعلان الأمريكي واجه موجة من التشكيك في مختلف أنحاء العالم باعتبار أن السجناء يخضعون لمراقبة على مدار الساعة، وفي ذات الوقت تشير منظمات دولية عديدة إلى انتشار عمليات التعذيب في المعتقل الأمريكي الأمر الذي قد يفضي إلى الوفاة. وأضافت (سنناقش هذا الموضوع بصراحة تامة خلال الاجتماع مع الأميركيين الأسبوع المقبل في فيينا).
وأكدت الوزيرة النمساوية أن غوانتانامو تشكل (أمراً شاذاً) (بالنسبة إلى بلد مثل الولايات المتحدة التي تحترم دولة القانون وحقوق الدفاع)، على حد قولها.
وقالت المفوضية الأوروبية إن حالات الانتحار تؤكّد تماماً وجهة نظرها تجاه هذا المعتقل.
وقالت بنيتا فيريرو - فالدنر مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي للصحفيين لدى وصولها لحضور اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورج (يتعيّن إغلاق جوانتانامو. وهذه مناسبة لتجديد هذا الطلب).
وانتقد وزير خارجية لوكسمبورج جان اسيلبورن تصريحات لمسؤول أمريكي يوم الأحد وصف فيها عمليات الانتحار بأنها (خطوة علاقات عامة جيدة).
وقال للصحفيين (من الصعب فهم لماذا عندما ينتحر ثلاثة أشخاص فإن ذلك يعتبر اعتداء على أمريكا. شيء ما يجب أن يتغيّر في العقلية الأمريكية.
وقالت كولين جرافي نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الدبلوماسية العامة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن عمليات الانتحار (كانت خطوة جيدة في العلاقات العامة لجذب الانتباه). لكن مسؤولاً أمريكياً آخر تراجع عن هذه التصريحات يوم الاثنين.
وقال كالي ستيمسون نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون المعتقلين للبي.بي.سي (لا أصفها بأنها خطوة جيدة للعلاقات العامة. ما أقوله هو أننا نشعر بالقلق دائماً عندما ينهي أي شخص حياته لأننا كأمريكيين نقدِّر قيمة الحياة حتى حياة إرهابيين عنيفين قبض عليهم وهم يشنون حرباً على بلادنا).
ويضم معسكر الاعتقال المقام في قاعدة بحرية أمريكية في غوانتانامو نحو 460 أجنبياً اعتقلوا أثناء الحرب التي قادتها الولايات المتحدة لإخراج تنظيم القاعدة من أفغانستان بعد هجمات 11 من سبتمبر - أيلول. وهم محتجزون إلى أجل غير مسمى دون محاكمة أو الحق في زيارة أسرهم لهم.
وكان مركز الحقوق الدستورية في الولايات المتحدة من بين الجماعات المدنية التي أشارت إلى أن اليأس الناتج عن السجن لسنوات دون إشراف قضائي مناسب ساهم في انتحار السجناء الثلاثة.
وقالت باربرا أولشانسكي نائب المدير القانوني بالمركز بنيويورك (زاد يأسهم مع مرور السنوات دون عدالة ولا يثير الدهشة أن يدفع ذلك بعضهم إلى الإقدام على تلك الخطوات اليائسة).
وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان قال يوم الاثنين إن غوانتانامو يجب أن يغلق ودعت الحكومة الألمانية لإجراء تحقيق كامل حول حوادث الانتحار.