* رام الله - غزة - القدس المحتلة - بلال أبو دقة - الوكالات:
عيَّن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الفريق عبد الرزاق المجايدة مستشاراً عسكرياً له، وكلَّفه بمهمة التنسيق بين الأجهزة الأمنية التابعة له ووزير الداخلية والأمن الوطني.
وكان الرئيس الفلسطيني قد أعلن الليلة قبل الماضية حالة الاستنفار القصوى في صفوف قوات الأمن الوطني والأجهزة الأمنية، وأصدر أوامره بوقف المظاهر المسلحة وإرسال تعزيزات لحماية المقرات الرسمية.
وجاءت الخطوة بعد أن قالت مصادر فلسطينية: إن رجال الأمن نظموا مسيرات مسلحة في الضفة وهم يطلقون النار في الشوارع، فيما أحرق مسلحون من الأمن وكتائب الأقصى وفتح مبنى البلدية في جنين، وأطلقوا النار باتجاه مقر نواب حماس في نابلس، واختطفوا خليل الربعي النائب من حماس في رام الله وهدَّدوا نواباً آخرين.
فخلال تظاهرة مناهضة لحكومة حماس، ليل الاثنين الثلاثاء، أشعل موالون لعباس النار في مكاتب تابعة للحكومة ومقر المجلس التشريعي الفلسطيني في رام الله بالضفة الغربية، ما تسبَّب في بعض الأضرار في المبنيين.
وفي ذات الليلة، وهي ليلة الاثنين الثلاثاء، تظاهر آلاف المواطنين الفلسطينيين من أنصار حركة حماس في غزة احتجاجاً على اقتحام وإحراق مسلحي فتح لمقري المجلس التشريعي ومجلس الوزراء برام الله. وانطلق المتظاهرون من عده مناطق بالمدينة، وتجمعوا في ميدان فلسطيني وسط غزة، ثم توجهوا إلى ساحة المجلس التشريعي للإعلان عن استعدادهم لحمايته، وردَّدوا الهتافات الرافضة للاقتتال الداخلي وإشعال نار الفتنة.
وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري على هامش هذه التظاهرات: إن ما جرى من اعتداءات وتخريب لمؤسسات الرئاسة والمجلس التشريعي جزء من المساعي المستمرة (لإسقاط الحكومة). وقال أبو زهري: إن حالة التوتر في الساحة الفلسطينية ناجمة بشكل أساسي عن الإجراء الذي اتخذه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالإعلان عن الاستفتاء؛ لأن هذا يخلق حالة من التصعيد في الشارع. وأضاف أن تجاوز عباس للحكومة وتجريدها من سلطاتها أعطى لمسلحي فتح الضوء الأخضر لمهاجمة مكاتب الحكومة وتخريبها. وتابع: (نحن لن نقبل أي تعرُّض لأي مؤسسة من المؤسسات الفلسطينية، وبالتأكيد سنعمل على حماية هذه المؤسسات).
وصباح أمس سيطر الهدوء على رام الله وغزة بعد يوم شهد اشتباكات دموية بين حركتي فتح وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإحراق لمبانٍ رسمية.
وبالعودة إلى أعمال العنف فقد شملت أيضاً قيام مسلحين باقتحام مكاتب صحيفة (منبر الإصلاح) التابعة للحركة الإسلامية في مدينة رام الله وتدمير محتوياته والاعتداء على كادره الصحفي. وأكد يزيد خضر رئيس تحرير الصحيفة أن عشرات المسلحين من حركة (فتح) اقتحموا مقر الصحيفة وسط مدينة رام الله وقاموا بتحطيم محتوياته من أجهزة وهدَّدوا بإضرام النار بالمكاتب بمن فيها من صحفيين، مشيراً إلى تعرضه هو وأحد زملائه للضرب.
ومن جانب آخر، أعلن جودة مرقس وزير السياحة الفلسطيني استقالته مساء الاثنين من الحكومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس، وقال في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس: (أؤكد استقالتي من الحكومة احتجاجاً على الأوضاع السيئة والفوضى الأمنية في قطاع غزة). وأضاف أنه سيعطي مزيداً من التفاصيل عن أسباب استقالته.
وجودة مرقس هو الوزير المسيحي الوحيد في الحكومة الفلسطينية، ويتحدر من مدينة بيت لحم، وهو أول وزير في حكومة إسماعيل هنية يقدِّم استقالته بعد تردِّي الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية.
|