Wednesday 14th June,200612312العددالاربعاء 18 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الاقتصادية"

رئيس أرامكو خلال مشاركته عبر الأقمار في مؤتمر آسيا السنوي للزيت والغاز: رئيس أرامكو خلال مشاركته عبر الأقمار في مؤتمر آسيا السنوي للزيت والغاز:
مجموعة من العوامل تضغط على أسعار النفط والمملكة تقوم بدورها في أمن الطاقة

* الظهران - حسين بالحارث
كشف عبدالله بن صالح بن جمعة، رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، عن البرامج الإستراتيجية التي تقوم بها أرامكو السعودية، والتي تعتبر أكبر منتج للبترول في العالم، لمواجهة التحدي الذي يمر به العالم حيال أمن الطاقة، مشيراً إلى أن الشركة تعمل بشكل نشط لزيادة طاقتها الإنتاجية عبر عدة مشاريع عملاقة لتضيف في غضون الخمس إلى الست السنوات القادمة طاقة تبلغ نحو 3 ملايين برميل في اليوم، وهو ما يزيد على إنتاج دولة مثل فنزويلا، وسيكون جزءاً من هذه الزيادة لتعويض التراجع الطبيعي والجزء الآخر لزيادة الطاقة القصوى للإنتاج التي تحتفظ بها الشركة، والتي من المخطط أن تصل بنهاية 2009 إلى 12 مليون برميل في اليوم.
جاء ذلك أثناء مشاركته كمتحدث رئيس، عبر بث مباشر بالفيديو أمس الأول من الظهران إلى كوالالمبور، حيث احتشد في مركز المؤتمرات في العاصمة الماليزية ما يزيد على ألف متخصص ومسئول بترولي من مختلف دول آسيا والعالم في انطلاق فعاليات مؤتمر آسيا السنوي للزيت والغاز الذي انعقد هذا العام تحت شعار موازنة مصالح المنتجين والمستهلكين.
وقد ركّز عبدالله جمعة في حديثه على جانبين، تطرق في الجانب الأول إلى مناقشة الحالة الراهنة لصناعة البترول العالمية، بما تتسم به من ارتفاع في الأسعار وقلق متزايد بشأن أمن الطاقة، وتأثير ذلك على القارة الآسيوية وما تضطلع به من دور حالي ومستقبلي في أسواق البترول، في حين تطرق الجانب الآخر إلى ما تقوم به المملكة عبر شركة بترولها الوطنية، أرامكو السعودية، للإسهام في تأمين مستقبل الطاقة ودعم استقرار الأسواق.
وفي معرض حديثه عن الحالة الراهنة لصناعة البترول قدّم منظوراً عن أهم المتغيّرات والعوامل المؤثّرة في أمن الطاقة العالمية، واصفاً تلك المتغيرات بأنها متداخلة ومعقدة، وقد استجد الكثير منها خلال السنوات القليلة الماضية.
كما ميّز بين المتغيرات ذات الطبيعة الدورية Cyclical من حيث تعاقب حدوثها وزوالها على فترات زمنية متباعدة، والمتغيّرات ذات الطبيعة الهيكلية الدائمة Structural
ومن أبرز المتغيّرات الهيكلية نقص الإمدادات من مناطق الإنتاج في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي تعاني حقولها من تراجع عميق في الإنتاج، وكان من نتيجة ذلك أن الإنتاج من الدول خارج منظمة أوبك أصبح يتركز بشكل أكبر خارج الدول الصناعية.
كما يقتضي ذلك أن الدور الذي تضطلع به دول أوبك سيزداد مع الوقت أهمية وتأثيراً في تلبية الطلب العالمي.
كما أشار إلى أن من بين أهم التغيّرات الهيكلية في ناحية الطلب على الزيت الخام فإن الدول ذات النمو السريع خارج منظمة التعاون والتنمية، كالصين والهند، هي التي أصبحت تقود النمو.
كما أضاف أن حجم الواردات الدولية من الزيت الخام في ازدياد كبير، وسيؤدي ذلك إلى أن الزيت الخام سيقطع مسافات أطول عبر خطوط التجارة الدولية من أمكان إنتاجه للوصول إلى وجهته النهائية في مناطق الاستخدام.
ثم تناول عبدالله جمعة بعد ذلك العوامل الدورية، التي تزيد من حدة القلق حيال أمن الطاقة، ومن أبرزها معدلات النمو الصحية التي يشهدها الاقتصاد العالمي، والتي تؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة مطردة في الطلب على البترول وزيادة كبيرة في أسعار مخلف المواد الخام التي تؤثّر بدورها على تكلفة وجدوى الاستثمار في مشاريع توسعة شبكة إمدادات الطاقة بما تتضمنه من مصاف وخطوط أنابيب ومرافق شحن وتحميل ومرافق مساندة. ولا شك أن عامل الخوف، وفقاً للتصورات والاعتقادات التي تسود المتعاملين في الأسواق، يلقي عبئاً إضافياً ضاغطاً على الأسعار.
وخلص الأستاذ عبدالله جمعة إلى أن أسعار البترول اليوم لا يمكن تفسيرها فقط بأساسيات العرض والطلب، وتساءل لماذا نواصل رؤية أسعار البترول في نطاق 70 دولاراً للبرميل؟
وفي إجابته على ذلك التساؤل أوضح عبدالله جمعة أن جزءاً من المعادلة السعرية يرتبط بالقضايا الشائكة المؤثّرة على أمن الطاقة كالقضايا الجيوسياسية، منبهاً إلى أهمية الأخذ في الاعتبار الدور المشوش والمتزايد الذي تسببه مضاربات بيع وشراء البترول في البورصات العالمية.
فهذا الدور يضخم من عوامل القلق في الأسواق حيال مدى إمكانية توفر الإمدادات المستقبلية من الطاقة، كما أشار إلى أن هناك من يسعون للمبالغة في التخويف من حجم زيادة الطلب الآسيوي وتأثيره على ميزان العرض والطلب العالمي.
وفي حين أن النمو الذي تشهده دول آسيا قد غيّر من ديناميكية الأسواق العالمية، ربما بشكل دائم، أكد عبدالله جمعة أنه من غير الإنصاف النظر لارتفاع الأسعار وإلقاء اللوم بشكل منفرد على دول الاستهلاك في آسيا.
ثم استعرض الأستاذ عبدالله جمعة الجهود التي تبذلها أرامكو السعودية، والتي تعتبر أكبر منتج للبترول في العالم، مشيراً إلى أن الشركة تعمل على عدة أصعدة وبأساليب متكاملة لمواجهة التحدي.
وتبدأ تلك الجهود بالتوسع بدرجة كبيرة في برنامج التنقيب عن الزيت والغاز بما يعين المملكة على المحافظة على مستوى الاحتياطي البترولي الحالي البالغ نحو 260 بليون برميل، أو ما يعادل ربع الاحتياطي العالمي الثابت.
كما أشار إلى أن الشركة تعمل بشكل نشط لزيادة طاقتها الإنتاجية، مشيراً إلى وجود سلسلة من المشاريع العملاقة لإنتاج الزيت الخام في مراحل مختلفة من التطوير وسوف تكتمل في غضون الخمس إلى الست السنوات القادمة وتصل في إجماليها إلى نحو 3 ملايين برميل في اليوم، وهو ما يزيد على إنتاج دولة بترولية مهمة مثل فنزويلا، وسيكون جزءاً من هذه الزيادة لتعويض التراجع الطبيعي والجزء الآخر لزيادة الطاقة القصوى للإنتاج التي تحتفظ بها أرامكو السعودية والتي من المخطط أن تصل بنهاية 2009 إلى 12 مليون برميل في اليوم.
وتمشياً مع سياسة المملكة البترولية الحالية والتزامها باستقرار الأسواق، أكد عبدالله جمعة أن أرامكو السعودية ستحافظ على طاقة الإنتاج الاحتياطية الفائضة البالغة من 1.5 إلى مليوني برميل في اليوم، مشيراً إلى أن هذه الطاقة الاحتياطية أثبتت - رغم تكلفتها العالية - جدواها الاقتصادية ومنفعتها في توازن العرض والطلب واستمرار نمو الاقتصاد العالمي.
كما أشار عبدالله جمعة إلى أن الشركة لديها برامج ضخمة جداً للاستثمار في توسعة شبكة الغاز الرئيسة، وهي الأكبر من نوعها في العالم، وكذلك مبادرات رئيسة في مجال التكرير والتسويق، حيث تعمل على دراسة توسعة مصافي مشاريعها المشتركة في دول مثل كوريا الجنوبية والفلبين والولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن مشروعي التكرير المقترحين في الصين، ومشروعي مصافي التصدير عبر شراكات عالمية في الجبيل وينبع، والمشروع العملاق لتطوير مصفاة رابغ الذي بدأ مرحلة التنفيذ مع شركة سوميتومو اليابانية.
وتهدف الشركة من هذه المشاريع إلى تخفيف الاختناق الحاصل في شبكة التكرير العالمية وكذلك الإسهام في حل مشكلة مواءمة قدرة مصافي العالم على تكرير أنواع الزيوت الخام الثقيلة، مؤكداً أن جميع هذه المشاريع تتم بمعايير بيئية عالية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved