أقولها وليسمعها الجميع في الشرق والغرب، والقاصي والداني: إن خدمة الحرمين الشريفين دلالة تدين وقرب من الله واصطفاء لبعض خلقه على البعض وتكريم وتشريف وفضل من الله يؤتيه من يشاء من عباده، وهو فضل عظيم وشرف ليس بعده شرف وأمان لا يحملها إلا من هم أهل لها.خادم الحرمين الشريفين، إن خدمة الحرمين وهي في الأصل دالة تدين واصطفاء، فهي كذلك دالة عز وفخار. كما هي أيضا دالة قوة واقتدار، إن من يتشرف بخدمة - بيت الله الحرام - يملك قلوب المسلمين وأفئدتهم في شتى بقاع الأرض، ومن يمتلك مفتاح قلوب المسلمين وأفئدتهم يمتلك قوة ما بعدها قوة. يمتلك قوة تفوق قوة كل الزعامات وكل التكتلات، يمتلك ثقلاً ما بعده ثقل في السياسة الدولية، وهي كذلك أمانة، وأنتم يا خادم الحرمين الشريفين بحق حاميها وراعيها وخير من اؤتمن عليها.خادم الحرمين الشريفين، لا تزال مقولتكم الشهيرة بعد أحداث 11 سبتمبر في اجتماعكم مع رجالات التربية والتعليم في المملكة حينما قلتم بأن كل شيء قابل للتفاوض عدا ما يتعلق بأمور الدين والوطن، وكررتها مرتين، سجل التاريخ ساعتها هذا القول المشهور.
خادم الحرمين الشريفين، عن ماذا أتحدث بين يديكم؟ أتحدث عن حب شعبكم لكم أم عن سهركم لخدمة أمتكم أو عن حرصكم على مصالح البلاد والعباد أم عن ما تحمله على أكتافكم من هموم من أجل تحقيق السلام والأمان لكافة شعوب الأمتين الإسلامية والعربية.. خادم الحرمين الشريفين إن مبادئكم التي أعلنتم عنها والمتضمنة في خطاب البيعة والمتمثلة في الحفاظ على العقيدة والوطن والعمل على لك متسلحاً بالعدل والصبر، وهي بحق تعد منهج حياة وكانت ولا زالت مثاراً ومحوراً لحديث رجالات الفكر والسياسة والأدب والمعنيين بالحياة الاجتماعية، وهي حديث المنتديات بين المثقفين وحديث الأفراد العاديين، بل وحديث الجميع حتى في أسواقهم.
خادم الحرمين الشريفين، إن بلادنا لا تملك من الخبرات والثروات والأنهار والغابات قدر ما تملك العديد من البلدان القريبة منا والبعيدة عنا. فلم ننعم نحن السعوديين بما نحن عليه من عز واستقرار وأمن وأمان وقوة ونفوذ وسمعة طيبة وعلاقات دولية إلا بما لديكم من رؤية ثاقبة وحسن قيادة وبعد نظر وحرص على الوطن والمواطن: يومه وغده، هذا هو أعظم درس في التاريخ تقدمونه للعالم.خادم الحرمين الشريفين، هذه حائل وأهلها وسكانها من مواطنين ومقيمين كبارهم وصغارهم، رجالهم ونساؤهم شبابهم وشيوخهم يرحبون بقدومكم، إن قدومكم يعني قدوم الخير والثراء والنماء والعطاء، حينما تحل يا خادم الحرمين الشريفين يعني ذلك المحبة والسماحة والعدل والقوة؛ لذا فلا عجب أن حبكم يا خادم الحرمين الشريفين راسخ في قلوب أبنائكم أبناء حائل كما هي رسوخ وشموخ جبال أجا وسلمى.
إن حائل ستظل تتذكر هذه الزيارة الكريمة وتتذكر معها فضلكم على العلم والتعليم، لقد أضحى في عهدكم لحائل جامعة إلى جانب العديد من الكليات ومئات المعاهد والمدارس القاطرة انطلقت والتنمية حصادها على الأبواب وخط حائل الجوف وحائل القصيم شريان جديد ثماره وعطاؤه يمتد للأجيال القادمة.
وحائل كلها يا خادم الحرمين الشريفين تعي دور أميرها صاحب السمو الأمير سعود بن عبد المحسن في تطويرها وخدمة البلاد والعباد، ويكفي أن أقول في حقه: (إن خير من استأجرت القوي الأمين).
سدد الله خطاكم وحفظكم ورعاكم.
د. علي بن عبد الله العفنان عميد كلية المعلمين بالرياض |