Wednesday 14th June,200612312العددالاربعاء 18 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"ملحق حائل"

صقر العروبة والفارس النبيل والقائد الإنسان والأب الحاني صقر العروبة والفارس النبيل والقائد الإنسان والأب الحاني
هو الحب صار ملكاً ومحبة الناس له شهادة على حب خالقه

أحبَّ الناس بساطته ووضوحه وصراحته منذ أن عرفوه، فأحبوه.. وكان عهد الحب بين الشعب وأبي متعب عقداً غير مشروط.. واضحاً وضوح النور.. قوياً كسيل أيام الرخاء والفيض، يزيل الهموم التي تنوء بها النفوس، ويغسل أعباء الروح.
إذا تحدث الرجل فليس إلا القلب مكاناً لكلماته، وحين يفعل يُضيء شموع الفرحة تُنير حياة البسطاء، إذ تتبدى الخيرات نابضة تدفع بدماء الحياة في شرايين أيامهم، وترفع المعاناة عن كواهلهم، فترتسم بسمات الفرحة مغردة في عيون الشيوخ المتعبين، وتنطلق ضحكات الأطفال بهيجة صاخبة مع ركضهم في مساحات العطاء التي اتسعت على يديه الخيّرتين.
صنعت سيرته العطرة مسارها في تاريخ السعوديين كما صنعت لنفسها مساراً موازياً في وجدانهم، ويستطيع المتأمل في هذه السيرة والمسيرة أن يميّز بسهولة خصائص شخصية هذا الرجل البسيط في عمق، والمخلص للعقيدة والوطن دون تشدد، والمحب للناس دون مباهاة.. العاشق لبناء الحياة وتطويرها.
وليس من الصعب تتبع تفاصيل ما أبدعته هذه الشخصية النبيلة من نتائج على أرض الواقع، فدوره في تأسيس وتنمية الحرس الوطني السعودي كقوة حامية لأمن وأمان هذا الشعب علامة بارزة سواء في تاريخ الأمة، أو تاريخه شخصياً كرجل عظيم.
تأسست على هذا الأساس محبة أبناء الحرس الوطني لقائدهم نتاجاً لعلاقة حميمة صادقة، قامت كعهد بين القائد وأبنائه، حيث يقدم لهم وأسرهم الرعاية المتكاملة على كافة المستويات الاجتماعية والصحية والتعليمية وحتى الترفيهية عبر مؤسسات هذا الجهاز الحيوي الحساس.. فقط مقابل التزامهم بأداء واجبهم الطبيعي ليس إلا.
ويعتبر نهجه في ممارسة العمل الخيري نموذجاً للإبداع في إقامة الصلة مع بسطاء الناس بتأمين أسس الحياة ومصادرها الرئيسة، والنموذج الأبرز على ذلك هو مبرة مشروع الإسكان التنموي لمؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه، التي أوقفها على روح والديه المغفور لهما - بإذن الله - حيث أوقف.. رعاه الله.. ملياري ريال لمشاريع الإسكان الشعبي في بادرة توجِّه هذه المشاريع باتجاه المناطق الأكثر احتياجاً حيث تستهدف هذه البادرة - من أكبر قيادات المجتمع - بناء مجتمع متكافل متعاطف، يؤمن لأسره أسباب العيش، ويحمي أفراده، ويعبّر عن النية الصادقة في إرساء أسس حياة كريمة تتمتع بها الطبقات الأكثر حاجة وترفع المعاناة عنهم في إطار مفهوم للعمل الخيري يستهدف دعم الانتماء للوطن.
وبعد ما تولى مقاليد الحكم ارتفعت وتيرة الدعم والمحبة الشعبية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في المجتمع السعودي لما له من رصيد سابق في قلوب أبناء شعبه المحبين له، ثم دعمه لمنهج الإصلاح السياسي ورغبته الواضحة في تحسين الوضع المعيشي لأبناء شعبه الذي تجلى دوماً في القرارات والمشاريع التي تبناها على مدى تاريخه الشخصي، ولتواضعه وبساطته وقربه الوثيق من شعبه الذي عكسته جولاته التي شملت الأماكن العامة وحرصه على لقاء المواطنين في مختلف أرجاء المملكة.
وبعدما تبنى هذا الرجل العظيم صدقاً وفعلاً الدعوة إلى الحوار الوطني أصبح هذا الحوار ظاهرة حضارية أكسبت المملكة مزيداً من الاحترام بين دول العالم، وأخذ هذا الحوار أشكالاً ومستويات متعددة، صحبها انفتاح إعلامي ملموس، وحرية في إبداء الرأي والرأي المخالف لا تخفى على مراقب، مما أنتج حالة من حالات الحيوية الفكرية لم تشهدها جزيرة العرب من قبل.
ومنذ أن اعتلى سدة الحكم توالت القرارات التي لاقت صدى شعبياً كبيراً، حيث عكست تطلعات المواطن السعودي لتنمية مصادر الدخل الوطني لتأمين مستقبل الوطن، مثل الإعلان عن مشروعات اقتصادية ضخمة منها مشاريع مدن الملك عبدالله الاقتصادية في عدة مواقع من مناطق المملكة، وعدد من المشروعات المشتركة مع دول العالم في مجالات الطاقة والصناعة، وتدخله المباشر لإصلاح مسار سوق المال السعودي وتبنيه خطة إصلاحية للاقتصاد لرعاية مصالح صغار المستثمرين، إضافة للإعلان عن تأسيس مصرف برأس مال أربعة مليارات دولار 70% منها مطروحة للاكتتاب العام، هذا غير القرارات المباشرة التي صبت في مصلحة المواطن كزيادة رواتب موظفي الدولة بنسبة 15%، وخفض أسعار الوقود بنسبة 33% وخطوات الإصلاح التعليمي، وزيادة فرص العمل والتوظيف، والتوسع في برامج الابتعاث للخارج، وغير ذلك من القرارات التي يضيق المجال عن حصرها.
وتعهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بملاحقة الفئة الضالة للقضاء عليها منذ بدء اندلاع الأعمال الإرهابية في المملكة العربية السعودية، فتوالت إنجازات قوات الأمن في مكافحة الإرهاب شيئاً فشيئاً حتى وفقها الله لتنتقل جهودها من موقع المواجهة إلى موقع الاستباق والوقاية، وتنجح في إعادة السمعة الحسنة للمملكة كدولة أمن وأمان بعدما سعت هذه الفئة الضالة إلى العبث بها لينعم أبناء هذا البلد الطيب والمقيمون فيه بما أفاء الله به عليه من نعم.. {كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ}.
كل ذلك ليس إلا فيضاً من غيض، وليس للحب سبب، ولا يحتاج لتبرير، فالناس قد تحكمها السلطة، والشدة وربما اللين، أما القلوب فتحكمها المشاعر ويسود عليها الحب، لذلك فإن ما يربط قائداً وزعيماً عظيماً بشعبه المحب له قد يكون له ما يبرره رغم أن الحب لا يبرر.
وإن نسينا فلا ننسى أننا نتحدث عن ملك اختار بكامل إرادته ورغبته أن يتنازل عن لقب صاحب الجلالة.. هذا اللقب الذي هفت له نفوس البشر منذ وعت الإنسانية وجودها، ليختار بدلاً منه أن يكون خادماً للحرمين الشريفين تقوى لله وتواضعاً، فكانت محبة الناس له شهادة على حب خالقه، لذلك ليس بغريب أن نقول إن هذا الرجل إنما هو الحب تجسد فصار ملكاً، ولا يبقى إلا الدعاء لله سبحانه.. {رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}.

د. سليمان بن محيسن المزيني
مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة حائل

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved