فيض الحب والولاء
د. محمد بن عبدالعزيز النافع (*)

فيض الحب والولاء الذي سيقابل به أهل حائل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- خلال زيارته منطقة حائل هو تعبير عما يجيش في صدورهم من إخلاص ووفاء لقيادتهم الرشيدة وتجسيد للفرحة التي تغمرهم للعطاءات التي يقدمها لخدمة الوطن والمواطن ولمشاريع الخير والنماء التي تتوالى للتيسير على المواطنين وللوصول ببلدنا الغالي إلى مصاف الدول المتقدمة وتوفير فرص العيش الكريم لأبناء هذا الوطن العظيم.
إن المشاريع التي سيدشنها - حفظه الله - خلال الزيارة هي جزء من النهضة المباركة التي تحققت في عهده الزاهر التي تبوأ الوطن بفضلها مكانة رفيعة وأضحى نموذجاً للدول التي تواكب مستجدات التطور وتحافظ في الوقت ذاته على المبادئ الدينية والحضارية التي منحت تجربتنا التنموية خصوصية وتفرداً وزودتها بأهم أسباب تميزها.
كما أن هذه المشاريع هي خير دافع لنا لمواصلة مسيرة البناء والمساهمة في النهوض بالوطن في مختلف المجالات حتى تكون بلادنا نموذجاً للبناء والتطور والنهضة وأبناؤها نموذجاً للتحدث والطموح والإرادة والأمل والانطلاق نحو المستقبل والتعامل بكفاءة ومرونة مع المستجدات والمتغيرات الإقليمية والعالمية والنهوض بمعدلات النمو في مختلف المجالات.
إن حائل تنتظر بشوق كبير وترقب بالغ زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- لتبادله حباً بحب ولتعبر له عن اعتزازها بأياديه البيضاء التي نحظى بالعديد منها في هذه المنطقة الغالية من وطننا العزيز حيث سيضع -حفظه الله- حجر الأساس لجامعة حائل التي ستؤدي بإذن الله تعالى دورها المرسوم في تقديم خدمة تعليمية متميزة وفي أداء رسالة حيوية على أصعدة التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
كما سيدشن - حفظه الله- عدداً من المشاريع التنموية، ومن بينها طرق جديدة تزيد ارتباط منطقة حائل بباقي مناطق المملكة وتساهم في تسريع حركة النمو وتعزيز درجة التقدم الحضاري، وسيدشن - حفظه الله - عدداً من مشاريع المياه التي تسهم في تيسير سبل الحياة على المواطنين، وتحقق الاستخدام الكفء لموارد المياه، وتعزز الثروة المائية وتنميها بأحدث الطرق والتقنيات، مما يدعم تحقيق التنمية الشاملة.
إن هذه المشاريع هي امتداد للانجازات التي تحققت في هذا العهد الزاهر والتي تعد امتداداً لما تحقق في هذا الوطن الغالي منذ تأسيسه على يد جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ثم ما أنجزه من بعده أبناؤه البررة، كما أن هذه المشاريع تعبر في ذات الوقت عن رغبة متدفقة من أبناء الوطن في الإضافة لهذه الإنجازات ومواصلة مسيرة النهضة وتحقيق إنجازات جديدة تجسد الشعور الفياض بالامتنان لهذا العهد الزاهر الذي حقق الكثير في مختلف المجالات، فعلى الصعيد الدولي يزداد يوماً بعد يوم وزن بلادنا الحضاري وتتعمق مكانتها الدولية المرموقة، وعلى الصعيد الاقتصادي نجح هذا العهد الزاهر في التيسير على المواطن، فكانت المكرمة الملكية الكريمة بزيادة الأجور 15% ثم خفض أسعار البنزين وتدشين مشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية والصندوق الاستثماري لمحدودي الدخل وغيرها من المشاريع الاقتصادية التي تساهم في تسريع مسيرة النمو الاقتصادي.
وعلى الصعيد التعليمي يحظى التعليم العالي بدعم كبير من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- وينطلق هذا الدعم من أهمية دور التعليم العالي في إعداد الكوادر البشرية الملتزمة بالمبادئ الإسلامية الرفيعة والمحافظة على القيم الأخلاقية الفاضلة والمواكبة لأحدث مستجدات العصر الواعية لدورها الحيوي في نهضة الوطن والمساهمة في مسيرة التنمية.
وقد أثمر هذا الدعم تطوراً كبيراً شهده هذا الحقل الحيوي من خلال زيادة الاهتمام بقضايا الجودة النوعية وربط البرامج التعليمية بمتطلبات التنمية والتوسع في التخصصات العلمية التي تحتاجها مسيرة التنمية وتوسيع قاعدة التعليم العالي من خلال إنشاء الجامعات الجديدة وانتشارالجامعات والكليات في مختلف مناطق المملكة.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أذكر الدعم الكبير الذي يقدمه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير المنطقة لجامعة حائل منذ أن كانت فكرة حتى أصبحت واقعاً ملموساً تؤدي رسالتها التعليمية لتصبح بإذن الله أنموذجاً متميزاً في التعليم العالي، كما أشكر لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري الدعم والتوجيه والاهتمام الذي تجده الجامعة، وكذلك الجهود المشكورة من قبل معالي مديرها المكلف الدكتور خالد السلطان، داعياً المولى أن يحفظ لنا قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأن يديم على هذا الوطن أمنه واستقراره.