حاز الملك عبدالله بن عبدالعزيز من قبل أن يتولى مقاليد الحكم على حب الناس بما عرف عنه من فطرة سليمة، ونوايا حسنة، وتوجه أصيل لفعل الخيرات بشكلٍ ملموس يتلمس احتياجات البسطاء، ويسعى لتحقيق مصالحهم ولتواضعه وبساطته وقربه الوثيق من أبناء شعبه.
وارتفعت وتيرة المحبة له في المجتمع السعودي بعدما تولى مقاليد الحكم لدعمه الإصلاح السياسي ورغبته في تحسين الوضع المعيشي لأبناء شعبه، هذه الرغبة التي تحولت لممارسات في واقع الأمر إثر جولاته الميدانية التي شملت الأماكن العامة للمواطنين. فمنذ اللحظة الأولى لتوليه الحكم بدت واضحة بقوة رغبته الأصيلة في تحقيق أقصى فائدة ممكنة للشعب السعودي، وتأكد ذلك بسرعة مع صدور عددٍ من القرارات التي لاقت ترحيباً شعبياً كبيراً لأنها لامست هموم البسطاء بدأت بزيادة رواتب موظفي الدولة بنسبة 15% لتتوالى القرارات السريعة مثل خفض أسعار الوقود بنسبة 33%، والخطط الاقتصادية بعيدة المدى التي تنم عن نظرة واقعية لمفهوم الاقتصاد الوطني الذي يحقق مصالح الناس وليس أدل على ذلك من الخطوات الإصلاحية في سوق المال والإعلان عن طرح مصرف (الإنماء) برأس مال تبلغ قيمته أربعة مليارات دولار تطرح 70% منها للاكتتاب العام للمواطنين. ناهيك عن الإعلان عن مشروعات اقتصادية ضخمة منها: (مدينة الملك عبدالله الاقتصادية) وعدد من المشروعات المشتركة مع دول العالم في مجالات الطاقة والصناعة، كما انضمت في عهده عهد الخير المملكة العربية السعودية لمنظمة التجارة العالمية.
ولم يكن هذا فصل الخطاب بل جاءت الدعوة للحوار الوطني مقرونة بمفاهيم حضارية عن التسامح والرؤية الإسلامية الصحيحة للعلاقة بالآخرين، والانفتاح الإعلامي المقرون بالمسؤولية الأخلاقية التي دعا الإعلاميين يوم التقاهم للالتزام بها من أنفسهم دون قيود خارجية، وكانت الرؤية العميقة لمفهوم تطوير مناهج التعليم من الداخل دون إملاءات أو شروط خارجية، والتوسع في برامج ابتعاث الطلاب للخارج للدراسة في مختلف المستويات لدعم التنمية البشرية.
هذا رجل خلقه الله ليكون ملكاً. فتولى مقاليد القلوب قبل أن يتولى مقاليد البلاد.
بقلم: صالح الرشيد - رجل أعمال |