إن من نعم الله العظيمة التي لا تعد ولا تحصى تلك الخيرات التي تميزت بها هذه البلاد المباركة، فقد امتازت بكثرة الخيرات والنعم والثروات، وقد تنوعت في أشكالها وأهميتها، وأعطت دوراً بارزاً في تنمية تلك الموارد بشتى أنواعها، وجعلت منها مظهراً عالمياً يحاكي تلك الشعوب إثر تلك النقلات الحضارية التي تعيشها بلادنا الحبيبة إلى الآن، حيث حرص المسؤولون والمهتمون في هذه البلاد على تنمية كل الثروات التي تمد مملكتنا الغالية بالخير والنماء والبذل والازدهار.
وامتدت تلك الأيادي البيضاء في التطوير والتعمير إلى كافة المرافق الحيوية، تنيرها العزائم الجادة في خطوات مسيرة التنمية الشاملة. وتعد مدينة حائل جزءاً من تلك البلاد، لما تميزت به من نعم وفيرة، قد بلغت ما بلغت من الجود والكرم وحسن الضيافة.. وليس غريباً أن تعيش هذه المدينة على واحة الإيمان والأمن والأمان من أجل تحقيق هدف منشود، وهو جعل هذه المنطقة تعيش الرفاهية وتكون مأوى للباحثين عن الطبيعة عبر تلك الأجواء الجميلة والمناظر الخلابة.
وقد أولت حكومتنا الرشيدة جل اهتمامها بهذه المنطقة على مستوى الأصعدة، وأنشأت بها المؤسسات والدوائر الحكومية، ووسعت دائرة التعليم، وغذت شرايين المنطقة بكل ما يحتاج الساكن والمقيم.ولم تأت تلك الزيارة التي طالما انتظرها الجميع من ملك الإنسانية إلا لتنمي تلك العلاقة .. وليس غريباً على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - أن يعزز من تلك العلاقة ويجعلها مناراً للأخوة ويحيي مبادئ الود والإخاء في هذا البلد المعطاء. و يعد الأهالي في منطقة حائل زيارته حفظه الله شرفاً ومناراً وأملاً طالما انتظره الجميع، لما له من حب وتقدير، وشوقاً لهذا الرجل العظيم الذي سخر جل إمكانياته لخدمة دينه ووطنه..
إن ملك القلوب الذي تحيط به الحاضرة والبادية قد تحلى بأحسن الصفات في الجود والكرم، وأولى اهتمامه وسخر وقته وماله للمساكين، وجعلها نصيراً للمحرومين ومقصد ذوي الحاجات، وتلمس ظرفهم وأعان على قضاء حوائجهم. وهذا العمل بلا شك يحتاجه رجال أقوياء ويمتلكه أذكياء لا ينبتون ويخرجون إلى المجتمع صدفة أو ارتجالاً، بل يولدون وفي دمهم وعروقهم بوادر للقوة وجينات للتميز.. فما إن كبروا وتولوا أمر المجتمع ظهرت تطبيقاتهم جلية واضحة.. وما ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين إلا مثال يقتدى به في مثل هذه المواقف.
فلنذكر شيئاً من أعماله وصفاته ودعمه اللامحدود، ومساعدته للآخرين والفقراء والمحتاجين، وبذل الخير للمؤسسات الخيرية والمشاريع التنموية. فهو دائماً صاحب الابتسامة المشرقة في وجوه الآخرين، وصاحب العاطفة الحانية لكل قريب وبعيد وكل محتاج في وقت الضيق. لقد أولى حفظه الله جل الاهتمام والعناية الفائقة بدينه ووطنه تحت ظل تلك القيادة العريقة، التي تخدم هذا الدين وتنمي أساسه وعقيدته، من قدرات تقف خلف تلك الإنجازات التي تتطور شيئاً فشيئاً..
نسأل الله أن يمد في عمره ويبارك له في رزقه، وأن يجعل هذه الزيارة مفتاح كل خير، وأن يوفق حكومتنا الرشيدة لكل ما يحب ويرضى.
|